لم يكن السفير نواف سلام وعلى ما يبدو راغباً بالتكليف الحكومي، لانه سبق ان خاض تلك المعركة التي اوقعوه فيها ضمن مقولة "بدي وما بدي"، لان التوقيت لا يطمئن، ولا الظروف تشجع، ومَن سيتولى هذا التكليف لا بد ان يكون فدائياً، خصوصاً في حال قرّر إحداث تغيير ايجابي على الساحة الحكومية، اقله تخفيف العراقيل وتأمين ادنى متطلبات العيش الكريم التي يتوق اليها المواطن اللبناني، لذا لم يكن ذلك التكليف "أكلة طيبة"، لانها كانت ستسير به ضمن الالغام التي سيضعها فريق الممانعة في طريقه، بدءاً بفرض شروطها عليه، مع الاشارة الى انّ الثنائي الشيعي سبق ان اعلن انه في حال وصول سلام الى السراي، فلن يكون هنالك تأليف وبالتالي لن يشاركا في الحكومة، مما يعني إستقباله على باب السراي بوضع العصي في الدواليب ، وهذا ما يعلمه سلام جيداً.وعلى صعيد الاستشارات النيابية التي جرت في الامس، ولم تعط سلام سوى 25 صوتاً، توالت التحليلات والتأويلات التي هاجمت القوات اللبنانية، لانها لم تصوّت له، مع العلم انّ اصوات تكتل "الجمهورية القوية" لم تكن لتوصل سلام الى شاطئ التكليف، لانّ العملية الحسابية في هذا الاطار واضحة جداً، ونقطة على السطر.من ناحية اخرى، فالسفير يعيش في النعيم ومغريات الخارج، فما الذي سيشجعه على المجيء الى لبنان وتولّي تلك المهمة في هذه الظروف؟، فهناك 3 سنوات تلزمه ليتقاعد، وراتبه يصل الى 35 الف يورو، وزوجته تعمل ايضا في سلك الدبلوماسي، وفي حال ترأس الحكومة او انتخب نائباً سيخسر راتبه، وربما راتب زوجته والمقدرين بين 2.5 و 3 ملايين دولار لغاية التقاعد…لذا قرّر ان يبقى بعيداً ومرتاحاً من هموم لبنان وسياسييه، وهذا بالتأكيد الافضل له...
