مَن يراقب المشهد السياسي بين " التيار الوطني الحر" وحركة " امل" مع إقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية، يلاحظ وجود هدنة غير مسبوقة بين الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل ، اذ لم نعد نشهد حرب البيانات والتراشق الاعلامي اللذين يساهمان كل فترة في تفاقم الخلافات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يُشعل مناصرو الطرفين الوضع من كل جوانبه، ويتكفلون بالتناحر عبر التهديد والوعيد، وكيل الشتائم المتبادلة والاتهامات، إضافة الى " زلّات اللسان" التي تأتي بمجملها ظاهرية من باسيل وخفية من بري.
الى ذلك اتت هذه الهدنة على ايدي حزب الله، الذي نجح بعد جهود في لمّ شمل حليفيه، لانّ المصلحة الانتخابية تقتضي ذلك، والدوائر الانتخابية المشتركة كثر عددها، وبالتالي فالمعركة مصيرية، وفق ما أبلغ باسيل مناصريه ، طالباً منهم ضبط ردودهم ضد برّي وحركة " امل"، لانّ التشنّج مرفوض في هذه الفترة، و" الدق الانتخابي محشور" لدى الجميع، والمعركة ليست سهلة ولن تكون كسابقاتها، والمفاجآت واردة جداً في صناديق الاقتراع، عبر الخرق وفق ما يترّقب الجميع، مع إدراكهم بأنّ ما قبل 15 ايار ليس كما بعده في الاطار الانتخابي، بحيث سيتفرّق العشاق بعد ذلك التاريخ، وخصوصاً برّي- باسيل، لانّ المصلحة المشتركة ستنتهي، فيما اليوم أي قبل شهرين من موعد إجراء هذا الاستحقاق ، فالعنوان سيكون" لا للتباين السياسي في الزمن الانتخابي".
وفي هذا الاطار وضمن مشهد التحالف بين "التيار" و" امل" خصوصاً في دائرة بعبدا ، لا تزال المناكفات قائمة نوعاً ما، في إنتظار تبلور الصورة النهائية للائحة المشتركة ، اذ يشدّد الرئيس بري على ان تكون الكلمة له ضمن الدائرة المذكورة، لانه يملك تاثيراً شعبياً ، يتيح له رسم التحالف بإرتياح وحرية مع " التيار الوطني الحر" الذي إكتفى لغاية اليوم بإعادة ترشيح النائب الان عون، ضمن البحث والتكتيك الانتخابي لضمانة فوزه.
مع الاشارة الى انّ باسيل محتاج بشدة الى أي حليف ينقذه من خسارة المقاعد، لانّ خلافاته لا تعّد ولا تحصى، وإنطلاقاً من هنا تشير المعلومات الى انّ الوساطة قائمة، للتخفيف من حدّة العلاقة المتوترة بينه ورئيس تيار" المردة " سليمان فرنجية، على الرغم من صعوبة هذه المحاولة، لكن وساطة حزب الله تشهد مباركة من دمشق، مما يساهم في تسهيلها لانّ الطرفين على علاقة جيدة مع سوريا.
