لم تتأخر دوائر القرار في قصر بعبدا ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الرئيس سعد الحريري اعتذاره عن تأليف الحكومة من القصر الجمهوري، إذ تكشف معلومات نيابية أن البحث في بورصة المرشّحين لتولّي رئاسة الحكومة المقبلة قد انطلق على مستوى قصر بعبدا، وذلك خلافاً لما هو عليه الواقع في عين التينة، حيث لم تُسَجّل أي حركة على هذا الصعيد أو أي نقاش في الخيارات المُتاحة أمام الكتل النيابية من أجل تسمية شخصية جديدة تتولى مهمة تشكيل الحكومة، وذلك على الرغم من اعتذار الرئيس سعد الحريري.
وتشير هذه المعلومات إلى جهات سياسية تدور في فلك “التيار الوطني الحر”، أجرت اتصالات ببعض الشخصيات أبرزها النائبين فيصل كرامي وفؤاد مخزومي، وذلك، بعدما تبلّغت مواقف واضحة من كل من الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام في سياق الإتصالات الأولية التي تسبق البحث الجدي.
فهل طُويت صفحة الرئيس الحريري؟
عن هذا السؤال تجيب المعلومات أن هناك توجهاً من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون نحو تسريع عملية التكليف والتأليف، وبالتالي فإن ما واجه عملية التأليف لن يتكرّر في المرحلة المقبلة، وذلك في ضوء دينامية سياسية جديدة ومعادلة جديدة قوامها التوافق المسبق على التكليف والتأليف، وإلاّ فإن حكومة تصريف الأعمال ستبقى مرشّحة للإستمرار في مهمّتها الحالية حتى بروز معطيات وأجوبة شافية من قبل “الثنائي الشيعي”.
ومن هنا لا تتوقع المعلومات النيابية ذاتها أن تبادر أي شخصية من داخل نادي رؤساء الحكومات السابقين إلى تكرار تجربة الرئيس الحريري، وبالتالي لن توافق شخصيات من خارجه بسهولة على تسلّم مهمة تأليف الحكومة، في ضوء ما يجري الحديث عنه عن شروط مسبقة وضمانات قبل خوض هذه المغامرة.