يلاحظ تمادي حزب الله في الشؤون الداخلية والإقليمية، وذلك عبر خطوط متوازية تنطلق من مواصلته لحملاته على المملكة العربية السعودية والخليج، اضافةً الى عمليات التخوين التي يطلقها تجاه أحزاب وشخصيات لبنانية سيادية واستقلالية، وهذا يتماهى ويتناغم مع دعم حلفائه في الانتخابات النيابية المقبلة، إذ لا يخوض حزب الله معركته الانتخابية لحزبه أو ضمن الثنائي الشيعي وحسب، وإنما يسعى جاهداً من أجل إيصال حلفائه الى المجلس النيابي للحصول على الأكثرية النيابية، ولاحقاً وفق المتابعين والمواكبين لما يحصل بأنه يعمل على مؤتمر تأسيسي ونسف الطائف وهذا حلمه ودوره من بيروت الى طهران.
وفي السياق أن حزب الله يواصل تصعيده باتجاه الرياض، وكذلك على بعض دول الخليج ويستبق المفاوضات النووية في إيران ونتائجها متيقناً بأن انتصار روسيا ومحور الممانعة، فذلك يعطيه هامشاً كبيراً في لبنان والخارج بفعل تحالفه العقائدي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى هذه الخلفية التساؤلات في لبنان كيف يمكن اصلاح العلاقة مع الرياض والخليج؟، طالما حزب الله لا زال يستعمل فائض القوة ويقوض الاستقرار في لبنان والخارج، بينما السؤال الآخر أين الحكومة والدولة اللبنانية في كل ما يحصل؟، وهذا ما يثير القلق والمخاوف عند الكثيرين من أن يصل لبنان الى دولة مارقة وقد بدأت هذه المعالم تتضح على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، في حين أن لبنان تميز تاريخياً بعلاقاته مع السعودية والخليج الامر الذي ولد في لبنان البحبوحة والاستثمار والاقتصاد والمال الى العلاقات التاريخية، وها هو لبنان اليوم بات على شاكلة الدول من ايران الى فنزويلا وكوريا الشمالية وسواها.
