طرحت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت للمشاركة في ذكرى استشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سلسلة عناوين كبيرة حول مسار هذه العودة، فهل هي كما السنة الماضية وقبلها وبعدها يعود إلى الإمارات العربية المتحدة؟ أم هناك نهاية لتعليق عمله السياسي، فذلك وفق المعلومات الموثوقة مرتبط بعناوين أخرى بدورها كبيرة ومهمة، إذ يردد أحد كبار الذين لهم باع طويل في السياسة بالقول، عندما ترى الرئيس سعد الحريري مجتمعاً بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عندها تراه عائداً إلى بيروت وممارساً دوره السياسي بقوة وعلى أكمل وجه، وربما يعود في وقت ليس قريب الى السراي الكبير.
من هذا المنطلق، ثمة اعتبارات وظروف محكومة بالعودة النهائية للرئيس سعد الحريري، لكن ثمة أجواء مشجعة وإيجابية بدأت تتسرب حول حلحلة على هذا الصعيد قد تفضي إلى حل نهائي في حال سارت الأمور على ما يرام، دون إغفال أن أكثر من جهة تعمل على العودة النهائية داخلياً وخارجياً، مع الإشارة إلى زيارة ليست ببعيدة لزعيم تيار المستقبل إلى موسكو ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا مؤشر له دلالته وأهميته لمسار التحرك السياسي للحريري، ومن ثم إنهاء الخلاف مع المملكة العربية السعودية وهو الممر الإجباري للعودة إلى بيروت.
وفي سياق أخر، ماذا عن حلفاء الأمس مع عودة الحريري، هل انكسرت الجرة وانفخت الدف وتفرق العشاق؟ هنا ينقل بأن الأمور بدورها تتحسن وحزب القوات اللبنانية سيشارك بوفد كبير في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وسيلتقي برئيس المستقبل في بيت الوسط على غرار السنة الماضية، وبالتالي التحالف في نقابة المحامين بين القوات والمستقبل وما يحكى عن تحالف أخر في نقابة المهندسين، فذلك مؤشر أيضاً لعودة الأمور إلى مجاريها وإن أحتاج ذلك وقت، انما الأجواء مشجعة في هذا الإطار.
وعلى صعيد العلاقة مع الحزب التقدمي الإشتراكي، لا ينفي المطلعون على بواطن الأمور، بأن الرئيس سعد الحريري كان منزعجاً من النائب السابق
وليد جنبلاط، من خلال التعاطي الغير مقبول مع السيدة أمل شعبان، حيث وجب بقاؤها في موقعها بعد برأتها وعدم صدور قرار ظني، عوض هذه المعاقبة الغير مبررة على الإطلاق، ما ساهم في تنامي الخلاف بينهما، لكن قد يزور النائب السابق جنبلاط ومعه نجله تيمور بيت الوسط ويلتقي بالحريري في ظل مساعي ناشطة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، والأمر عينه يحصل مع سائر الحلفاء وإن كان الخلاف بينهما بنسبة أقل مما هو مع جنبلاط.