شكلت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى دولة الامارات العربية المتحدة، مفاجأة من العيار الثقيل، الأمر الذي أغضب الاميركيين على اعتبار سبق لهم ووفق المعطيات الدبلوماسية أن حذروا حلفائهم في المنطقة من مغبة التواصل مع نظام الأسد.
أما لماذا هذه الزيارة، هنا تشير مصادر مواكبة لهذا المسار، أنه سبق منذ فترة لوزير خارجية الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن زار سوريا والتقى بالرئيس السوري، وبالتالي أعيد فتح سفارة بلاده في دمشق كأول سفارة خليجية تفتح أبوابها بعد الحرب، وهنا تكشف المصادر الى أن المتغيرات الدولية والإقليمية وتحديداً في خضم الحرب الروسية الأوكرانية ،جاءت الزيارة على خلفية تعزيز الأمن العربي وتجنب تداعيات الحرب في أوروبا على العرب والعالم بأسره ، في حين أن المسألة الأبرز تتمثل ببرودة خليجية مع الولايات المتحدة الأميركية ، وذلك ما تبدى خلال الاتصال الذي أجراه الرئيس الأميركي جو بايدن بمسؤولين سعوديين وأوروبيين، حيث خيمت عليه البرودة ولم يكن ايجابياً، وبمعنى آخر لم يكن وديّاً، وثمة تباينات بين دول الخليج وواشنطن.ويبقى وفق المعطيات المتأتية من أكثر من جهة سياسية ،وهذا ما كشفه أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال زيارته لبيروت، أن عودة سوريا الى الجامعة العربية سيكون بند أساسي على جدول أعمال مؤتمر وزراء الخارجية العرب في وقت قريب، ما يعني أن عودة التطبيع بين سوريا والعرب انطلقت عبر زيارة الأسد الى الامارات وقد تكرّ السبحة باتجاه عواصم أخرى.