تبقى للمملكة العربية السعودية علاقاتها التاريخية، وصولاً الى صداقاتها وتواصلها مع كل أطياف المجتمع اللبناني من دون استثناء، وهذا ما يتبدّى بوضوح بفعل اللقاءات التي يقوم بها السفير الدكتور وليد البخاري من بكركي الى دار الفتوى ومشيخة العقل والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وسواها من المقرات السياسية والرئاسية والروحية.
في السياق، وبعد لقاء كليمنصو الذي جمع الحزب التقدمي الإشتراكي وقيادة حزب الله، فمن الطبيعي أن الرياض لا تتدخل في مثل هذه المسائل مع هذا الزعيم وذاك وهذه الجهة السياسية وتلك، ولكن وفي قراءة متأنية فهي لا تهضم مثل هذه اللقاءات ومن حلفاء أساسيين لها، وإن كان هناك تفهّم لبعض الخصوصيات والظروف التي أملت حصول اللقاء الذي جاء في توقيت خاطئ في الشكل والمضمون، وقد هندسه وزير ونائب سابق في الحزب الإشتراكي تربطه مع حزب الله وإيران علاقات وثيقة، ولكن في المقابل فإن السعودية لم يسبق لها أن قصّرت مع هؤلاء حيث كانت الى جانبهم في أحلك وأصعب الظروف، وبالتالي فإن حزب الله يعمل استراتيجياً وعقائدياً ولن يرد حتى الآن على التساؤلات الذي طرحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
من هنا، يبقى أنه وفي موازاة ذلك، فالسعودية لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية أو تُملي على أي كان أن يسلك هذا الخيار أو ذاك، وفي المقابل فاللياقات والعرفان بالجميل يقتضيان عدم إعطاء حزب يعادي المملكة ويهاجمها ويصدّر لها الإرهاب أي فرصة أو تعويم طالما يسلك هذه السياسات.