يلاحظ منذ فترة أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ، بصدد تسليم الشعلة كاملة لنجله تيمور، وأنه ينتظر انتهاء الإنتخابات النيابية ليقدم على “اعتزال” العمل السياسي.
إلا أن رئيس الإشتراكي لم يعلن هذا القرار في كلمته يوم السبت الماضي، بل عمِد على توجيه رسائل عديدة، ما فسّره مراقبون أنه سيكون في مكان المراقب والمتابع إلى أن تأتي الظروف المناسبة ليتوقّف عن العمل السياسي، وتشير مصادر لموقع LebTalks أن “جنبلاط سيكمل كتابة مذكّراته التي سيؤرّخ فيها كل الحقبات التي مرّ بها، ذاكراً فيه ما تحدّث عنه في كلمته عن العلاقة مع مشايخ طائفة الموحدين الدروز خلال كل الفترة الماضية خصوصاً في حرب الجبل والمصالحة فاتحا الطريق أمام تيمور لعلاقات جدّيّة مع المشايخ ، وهذا ما برز في الآونة الأخيرة في زيارات تيمور إلى المراجع الروحية التي سيستكملها في الفترة المقبلة، مستعيداً كل المراحل التي مرّ بها الحزب التقدمي الإشتراكي منذ عام 1976 مرورا بانتفاضة الإستقلال، وصولاً إلى اعتزاله العمل السياسي والحزبي”.
وفي السياق ذاته يؤكد المصدر بأن “رسائل عديدة وجهها جنبلاط خلال كلمته ويكاد يكون أبرزها غمزه من قناة “حزب الله” عندما أكد أن مواجهة الحزب التقدمي الإشتراكي والحركة الوطنية للإحتلال الإسرائيلي، هي من أسقطت ١٧ أيار وفتحت الطريق إلى الجنوب وبالتالي وُلِدَت المقاومة قاطعاً بذلك الطريق أمام التخوين، ويستَدل بكلامه أيضا من خلال التذكير بمحطة ١٩٧٦ وتصدّي كمال جنبلاط للسوريين قطعاً للطريق لأي علاقة بعد اليوم مع سوريا وهذا ما سيكون عليه أيضا في المرحلة المقبلة تيمور جنبلاط بعد تسلّمه زمام الأمور، بمعنى أنه أحرق كل المراكب معها”، وعن الرحلة السيادية التي قام بها الحزب التقدمي الإشتراكي ووليد جنبلاط يضيف المصدر “غمز من قناة بعض السياديين أيضا الذين يتكلّمون عن تلك الحقبة ويسندون كل النضالات لهم بالتحدّث عن مرحلة قرنة شهوان وما بعدها لخروج سوريا من لبنان، فيما الجميع يدرك أن لقاء البرستول واحتضان جنبلاط لسعد الحريري حينها ومتابعة مسيرة الحريرية السياسية هي ما أدّى لاحقاً إلى يوم ١٤ آذار ٢٠٠٥ عندما خرج السوري من لبنان”، إضافة إلى ذلك فقد استذكر جنبلاط علاقته مع المسيحيين من خلال التذكير بحقبة أساسية وهي حقبة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، في المصالحة التاريخية التي حصلت في المختارة “وهذا ما يؤكّده الحزب التقدمي الإشتراكي باستكمال الطريق بالتحالف مع الأطراف المسيحية في الجبل متجنّباً ذكر “التيار الوطني الحر “والعهد مكتفيا بوصفه لهم بالحاقدين لعدم السماح لهم لاستجماع شعبيتهم مرة أخرى على حساب المصالحة.
وأيضا تجنّب جنبلاط ذكر خصومه في الساحة الدرزية منعا لأي استغلال سياسي قد يستفيد منه هؤلاء أو حدوث أي توتّر داخل البيت الواحد”.
كل ذلك يعني أن جنبلاط الأب يتروّى في إعلانه الإعتزال السياسي إلى ما بعد الإنتخابات النيابية وإتخاذ المواقف السياسية والتحالفات، وبعد وضع الأسس والعناوين الرئيسية ما بعد الإنتخابات سيكون المؤتمر العام للحزب التقدمي الإشتراكي لتسليم تيمور جنبلاط الزعامة الجنبلاطية كلّيّا، وإلى ذلك الحين سيخفف وليد جنبلاط من حضوره السياسي والتقنين بالمواقف السياسية ما يبرز جليا في الآونة الأخيرة، إلى أن يختار التوقيت المناسب للخطاب الحاسم والتنحي لصالح نجله.
