مع بدء إنتفاضة 17 تشرين 2019 ، علت اصوات المعارضين لتطالب بإقالة او إسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون في الشارع، ومن خلال التظاهرات التي كانت تعّم المناطق، فأتى الرد من البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي رفض تلك الدعوات، معتبراً بأنّ الرئيس لا يعامَل بهذا الأسلوب، بل وفق الأصول الدستورية، مؤكداً رفضه لهذا المطلب، والجواب المماثل اتى قبل سنوات ايضاً، حين رفض البطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير المسّ برئيس الجمهورية الاسبق اميل لحود، على الرغم من عدم وجود تقارب بينهما حينها، لانّ المس بمقام الرئاسة الاولى ممنوع، وكان من الاجدى لو يجتمع المسيحيون احزاباً وشخصيات سياسية وفعاليات للتأكيد على هذا الامر مهما كانت اسبابه، لانّ تداعياته ستكون وخيمة على المسيحيين بشكل عام، لكن أين يُصرف هذا الكلام طالما يستمرون في تناحراتهم على " الكرسي" التي لم توحدهم في أي مرة، فيما في الطوائف الاخرى يبقى المركز هو الاهم لديها، وعلى سبيل المثال لدى الطائفة الشيعية، التي تتوحد حين يتعلق الامر بالمركز الثاني في الدولة، أي رئاسة المجلس النيابي التي تحظى دائماً بالموافقة، وتوحيد الكلمة على الرئيس نبيه بري منذ عقود، الامر الذي لم نره في أي مرة لدى الطائقة المارونية، على الرغم من تكرار حالات الفراغ في سدة الرئاسة، بحيث يغادر الرئيس من دون ان يسلّم الخلف، في إنتظار التوافق الخارجي على إسمه وإطلاق الضوء الاخضر نحو الداخل، ليأتي الاسم معلّباً، لكن اليوم وفي ظل الوضع المتأزم الذي وصل اليه لبنان، حتى بات سقوطه المدوّي قريباً جداً، وترف الوقت غائب، والمخاوف تزداد من ضياع الوطن وعدم تواجده قريباً على الخارطة الدولية، أي المخاوف تطوقه من كل النواحي ومن المستقبل القريب ، فثمة كلام يدور في الكواليس والمطابخ السياسية عن الفراغ الرئاسي، الذي سيطول حتى اجل بعيد المدى بعد إنتهاء فترة الرئيس عون، فهل سيتواجد رئيس جديد في القصر الرئاسي بعد اقل من 4 اشهر؟
