دخلت الساحة اللبنانية في مرحلة تصفية الحسابات السياسية على قاعدة الإنتقامات، وهذا ما يحصل غالباً أمام أي استحقاق وخصوصاً في أواخر العهود، فكيف لا في ظل الصراع السياسي الكبير بين رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره السياسي التيار الوطني الحر، وأكثر من فريق سياسي لبناني ومن كل الاتجاهات السياسية والحزبية. وعلى هذه القاعدة يتوقع بأن تشهد الأيام المقبلة معركة "داحس والغبراء" الرئاسية وتحديداً على خط بعبدا – عين التينة، والأمر عينه بين ميرنا الشالوحي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، في ظل غياب الكيمياء بين رئيس التيار البرتقالي النائب جبران باسيل وبري، وهذا ما قد ظهرت معالمه من مدينة صور حيث ستتوالى الارتدادات التي ستُسجل في المرحلة المقبلة، وفق المواكبين والمتابعين أكثر من علامة فارقة في إطار الصراع، الذي سيدور بين هذه الأطراف والمكونات الى حين تبلور الصورة داخلياً وإقليمياً ودولياً، حيث لبرّي باع طويل في قراءة التطورات وإدارة الاستحقاقات، وهو من يستحضر الأرانب. والسؤال الكبير هل ثمة أرنب جاهز لدى أبو مصطفى في عين التينة ليناور به ويكون المفاجأة الرئاسية، ولا سيما أن مواقفه حول الرئاسة تناغمت الى حد ما مع مواصفات بكركي وسيدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وقوى أخرى سيادية ووطنية؟
أخيراً، وحيال هذه الأجواء يبدو أن كل الاحتمالات واردة في الأيام المقبلة على هذا الصعيد نظراً لسخونة الوضع المحلي والتطورات الدراماتيكية في المنطقة من سوريا الى العراق وفلسطين، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه لبنانياً، سياسياً، أمنياً، واقتصادياً وتحديداً على صعيد الانتخابات الرئاسية.
