على وقع الازمة المستدامة في لبنان والتي تفاقمت فتحوّلت الى إنهيار غير مسبوق، وبصفته على رأس وزارة "الطاقة والمياه" التي تشكّل بأدائها أقّله منذ 15 عاماً خير سبب ونموذج لهذا الانهيار في آن من حيث حجم الهدر والفساد من جهة والفشل والاخفاق من جهة أخرى، بدأ الوزير وليد فياض زيارته الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر المياه وأحداثه الجانبية كافة وهو المنعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك من ٢٢ إلى ٢٤ آذار ٢٠٢٣ ولإلقاء كلمة لبنان. يهدف المؤتمر إلى استعراض منتصف المدة لتنفيذ خطة الأمين العام للأمم المتحدة المتمثلة بوضع عقد دولي للعمل حول المياه من أجل التنمية المستدامة للفترة الممتدة بين الأعوام ٢٠١٨-٢٠٢٨. فماذا سيقول فياض في كلمته:
لبنان عائم على ثورة مائية جوفية تشكل احتياطياً استراتيجياً وفي كل العالم تعمل الدول على المحافظة عليه. إنه من أغنى البلدان بالمياه في الشرق الاوسط والعالم العربي وهذه الثروة تهدر بشكل كبير في البحر!!!
المياه الآسنة تلوّث مياهنا بسبب "الجور الصحية" العشوائية من جهة ومحطات التكرير الخارجة عن الخدمة جراء سوء الادارة وفقدان الصيانة من جهة أخرى!!!
بنينا سدوداً بمليارات الدولارات بمعظمها لا يحصر المياه ولا يصلح ان يكون حتى مواقف للسيارات بسبب التشققات!!!
نمنح رخص ابار ارتوازية بشكل عشوائي مخالف لأبسط المعايير الدولية وقانون المياه الصادر عن مجلس النواب لا يلحظ عدد رخص الابار هذه، مما يشكل خطراً على المخزون الجوفي!!!
لم نركّب عددات للمياه من اجل الحد من الهدر كما هو مقرّر منذ سنوات!!!
اللبنانيون يشترون المياه لأننا لا نستطيع تأمين الكهرباء لتشغيل المضخات!!!
هناك قوى أمر واقع تضع يدها على بعض مصادر المياه كمياه اليمونة التي يتحكم بها بعض ابناء إحدى العشائر ويحرمون عشرات القرى من شمسطار الى دير الاحمر من الاستفادة من حقوقها المكتسبة بها قانوناً!!!
بعض الدول حين تمرّ بأزمات شبيهة بما يعيشه لبنان، تعمد الى التقشف فتلغي سفرات وزرائها التي تكون بمعظمها لـ"السياحة والاستجمام" أو لشبك العلاقات الشخصية لإدراكها ان مشاركتها في بعض المؤتمرات لن تكون الا من باب السرد الكلامي و"الوعود الوردية"… لذا الاجدى ان لا يشارك لبنان في هكذا نوع من المؤتمرات ولا يخبرنا أحد ان بهكذا خطوة نصبح خارج المنظومة العالمية، فـ "سبق الفضل" عملياً.