هل يجرف” طوفان الاقصى” لبنان الى الحرب؟… قاسم قصير لـLebTalks: كل شيء وارد و” الحزب” لن يترك غزة لوحدها

قاسم قصير

ما زالت عملية ” طوفان الاقصى” الفلسطينية، التي شنّت على اسرائيل بطريقة مفاجئة، تطرح تساؤلات لم تلق الاجوبة الواضحة بعد، اذ حملت عنواناً واقعياً لما جرى، بعد تنفيذ عملية غير مسبوقة منذ 50 عاماً بعد إختراقها الاجهزة العسكرية الاسرائيلية والأمنية والاستخباراتية، الامر الذي ادى الى سقوط القتلى والجرحى، إضافة الى المفقودين والاسرى والدمار الهائل، ما ينذر بإشتعال المنطقة في حال إستمرت هذه المشاهد القاتمة وطال أمدها، وسط مخاوف من جرفها للبنان ليصبح في قلب المعركة، مع دخول حزب الله على الخط ، بعد قصفه للمواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا على مدى يومين، ما ينبئ بما لا يحمد عقباه، على الرغم من التحذيرات الدولية للمسؤولين اللبنانيين بعدم زج لبنان في اتون المعركة الفلسطينية – الاسرائيلية.
وفي هذا الاطار يقول الصحافي والمحلل السياسي قاسم قصير خلال حديث لـLebTalks :” لا شك في انّ عملية ” طوفان الاقصى” غير تقليدية وشكلّت مفاجآة، سواء على المستوى الفلسطيني او الاسرائيلي، او على الصعيدين العربي والدولي، لانه للمرّة الاولى يقوم مقاتلون فلسطينيون بإقتحام مواقع اسرائيلية، خارج نطاق قطاع غزة، سواء على مستوى الحجم او شكل الاقتحام او النتائج التي لم يستوعبها الاسرائيليون، بسبب عدد القتلى والاسرى، إضافة الى استعادة الفلسطينيين لعدد كبير من المستوطنات التي تشكل ارضهم، كما ما زالوا يقاتلون في المناطق الفلسطينية المحتلة.
ورداً على سؤال حول فشل المخابرات الاسرائيلية في كشف هذه العملية قبل حدوثها، اشار قصير الى انّ فشلهم يؤكد بأن مقولة ” الجيش الذي لا يقهر”، وبأنّ “اجهزة المخابرات الاسرائيلية قادرة على معرفة اي شيء”، ليست سوى وهماً عند بعض العرب، لانه سبق ان فشلت المخابرات الاسرائيلية في معرفة قدرات حزب الله في لبنان، عندما قامت اسرائيل بتنفيذ عدوان تموز، وحينئذ قدّم حزب الله مفاجآت عديدة، عبر صواريخ الكورنيت والصواريخ الصينية، والمحميات التي اقامها في مناطق الجنوب، مما حوّل العدوان الى هزيمة اسرائيلية.
وتابع:” المقاومة طوّرت قدراتها سواء الامنية والعسكرية والاستخباراتية، فيما اسرائيل لا تزال تنام على حرير، وتعتقد بأنها القادرة على اكتشاف كل شي، من هنا اهمية ما حصل، ونحتاج للكثير من الوقت حتى ندرك الابعاد الاستراتيجية والسياسية والامنية والعسكرية، لما جرى في عملية ” طوفان الاقصى” .
وعن مدى إشعال الجنوب ودخول حزب الله في المعركة، اعتبر قصير بأنّ كل شيء وارد، وما قام به حزب الله امس من قصف للمواقع الاسرائيلية هو تأكيد بأنه لن يترك غزة لوحدها، وبأنه مستعد لتنفيذ عمليات لدعم الشعب الفلسطيني وغزة، لكن حتى الان ردة الفعل محدودة ، سواء على اختيار المواقع او حجم القصف الذي جرى، لكن في حال تطورت الاوضاع في غزة وفلسطين، لا اظن ان الامور ستبقى محدودة، وعندها لا تؤخذ بالحسبان الظروف الداخلية للبنان، لان الوضع في المنطقة سيشتعل، وسيكون لبنان جزءاً من الجبهة الكبرى التي ستنشأ، لكن هذا يحتاج الى متابعة، وفي انتظار ذلك فحزب الله واضح، هو يتصرف بدقة وبطريقة متسلسلة ولا يأخذ لبنان الى الحرب، لكنه يطلق رسائل واضحة، وعلى ضوء ردة الفعل االاسرائيلية ستكون الامور متدحرجة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: