في خطابه، لم يكن كلام الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، عن الوضع في الشمال الإسرائيلي موفّقاً، خاصّة عندما تطرّق إلى الخسائر الكبيرة التي عانت منها إسرائيل. ومع ذلك، يُطرح السؤال حول مدى إطّلاع السيّد حسن بالدمار الكارثي على الجانب اللبناني و النزوح الجماعي للمدنيّين من قُراهم، كنتيجة للإعتداءات الإسرائيليّة التي جلبها حزب الله عليهم.
الواقع الذي يعيشه أهل الجنوب مأساوي بكلّ المعايير، حيث تشهد البلاد انتشاراً واسعاً للفساد ضمن المنظومة التي يدافع عنها الحزب، ممّا أسفر عن سرقة أموال الناس و عيش الغالبيّة تحت خطّ الفقر، باستثناء نُخبة قليلة مستفيدة من الحزب. سكّان الجنوب، الذين أفقرهم الحزب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لم يبقَ لهم سوى الكرامة و العزّة، كما حاول السيّد حسن إقناعهم على مدى سنين مضت، لكن اليوم حتى هذه الكرامة و العزّة أُخذت منهم، بإجبارهم على النزوح داخل وطنهم، تاركين منازلهم و أراضيهم بسبب المعارك العبثيّة و بدون تأمين الحدّ الأدنى من مقوِّمات الصمود و الحياة لهم.
على الجانب الآخر، و بالمختصر المفيد، تُعتبر الخسارة أكبر و هذا صحيح لأنّ المواطنين في إسرائيل ليس لديهم ما يخسرونه، بما في ذلك حياة و اقتصاد قائمين، ممّا يجعل خسائرهم أشدّ وطأة.
حزب الله يعزو لنفسه فضل استمرار بقاء أهل الجنوب على قيد الحياة، على الرغم من استنزافه لمقوِّمات حياتهم الأساسيّة و دفعهم نحو الفقر المُدقع، حتى أوصلهم إلى مرحلة الكُفر بالحياة. في حين يمكن للمواطنين الإسرائيليّين الاعتماد على دولتهم، يجد سكان الجنوب أنفسهم يلتمسون العون الإلهي للخلاص من جبروت و استبداد حزب الله.