وضعوا سلامة في ثلاجة الانتظار.. كميل شمعون عبر LebTalks: فرنجية لن يصل الى بعبدا بسبب ارتباطاته

WhatsApp-Image-2023-05-27-at-12.05.39-PM

على طريقة جده ، يبقى رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون ، علامةً فارقة في السياسة اللبنانية . كيف لا ، وهو حفيد الرئيس كميل شمعون ووالده عميد الاحرار دوري شمعون وعمه الشهيد داني شمعون . كل هذه الصفات تجتمع اليوم في رئاسة الأحرار، ومن خلال النائب شمعون، وفي مركز الوطنيين الأحرار في السوديكو التي كانت منطقة خطوط تماس ، وكان لنمور الأحرار فيها حصة الأسد للدفاع عن لبنان .
صلب هو كميل شمعون في مواقفه، منسجم مع نفسه ومع تاريخ عائلته العريقة ، سلس مع محدثيه ومع ناسه.
سيادي بامتياز ووطني حتى العظم ، هو كميل شمعون الذي أجرى “نفضة” بالحزب فغدا قبلة الأنظار من جديد ، حيث باتت تتزايد حركة الإنتساب وفريق العمل متجانس ، وهذا ما يظهره نشاط وحركة الرئيس شمعون، والذي لا يخفي ارتياحه بالعودة إلى سوديكو الزمن الجميل، إلى سوديكو الوطنيين الأحرار.
وفي حديث عبر LebTalks شدّد رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب كميل شمعون على اننا كمعارضة نريد رئيساً سياديّاً لا مصلحة له الا مصلحة الوطن وان يكون اصلاحيّاً وينفّذ الاصلاحات المطلوبة على الاصعدة كافة ابتداء من اللامركزية الموسعة والمالية التي نحتاجها اليوم اكثر من اي وقت مضى. واعتبر ان الحِمل كبيرٌ على الرئيس المقبل و”امامه مهام انقاذية في ضوء الانهيار الذي وصلنا اليه. فاذا لم نختر الشخص المناسب في الوقت المناسب ستنزل علينا ويلات جديدة. امّا من هذا الشخص ومن سيدعمه؟ نقول اننا مستعدون للذهاب الى النهاية ولذلك لا نريد ان ندخل في لعبة الاسماء او ان نحرقها ولكن نريد من هذا المرشح ان يتمتع بتلك المواصفات لمصلحة البلد”.

لا لفرنجية بسبب ارتباطاته

شمعون رأى ان لا حظوظ لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معتبراً انه غير قادر على فك التزاماته مع سوريا الاسد، وقد شاهدنا جرائم هذا النظام بحق شعبه قبل ان نذكر افعاله بحق شعبنا. وفي الوقت ذاته فرنجية مرتبط بمحور المقاومة، وان وصل الى سدّة الرئاسة فهو ملزم ان يطبّق مشروع هذا المحور. من هنا وبالنسبة لشريحة واسعة من اللبنانيين وليس فقط المسيحيين، يعتبر فرنجية مرفوض بسبب ارتباطاته تلك، ولذلك من الصعب ان تقبل الاوساط الحرة في لبنان ترشيحه”.

لن يفرضوا علينا رئيساً

شمعون سئل عن كيفية تصرّف المعارضة في حال الدعوة لجلسة لانتخاب الرئيس، واحتمال المقاطعة، فقال: “ليدعو بري اوّلا الى جلسة وسنرى. البرلمان معطّل منذ فترة طويلة ونحن حاولنا 10 مرات ان نوصل مرشحاً يمثلنا ويمثّل رأينا وهو مرشح غير مستفز ومع ذلك وصلنا الى طريق مسدود. فاذا ارادوا ان يفرضوا علينا رئيساً لا يتناسب مع افكارنا او تطلعاتنا المستقبلية فستكون هناك مشكلة في البلد”.
شمعون ورداً على سؤال عن دعوة الثنائي الشيعي المعارضة الى الاتفاق على مرشح من اجل الدعوة الى جلسة انتخاب، اكد ان الافق مسدود و”هم سيرفضون كل مرشح يمثل رأينا فاذا ارادوا مرشحاً لا طعم له ولا لون ولا رؤية مستقبلية فهذا لن يحصل”.
واضاف: “نحن اليوم نواجه مشكلة كيانية اكثر من استحقاق رئاسي. لا يمكننا الاستمرار بهذه الخفّية، لان الموضوع لا يقتصر فقط على تعبئة فراغ في كرسي الرئاسة من قبل ايّ كان، نريد شخصاً كفوءاً تكون لديه القدرة الاصلاحية”.

وتابع: “طُرح اسم جهاد ازعور، لكنه كان واضحاً في كلامه انه لن يتعاطى بملف المقاومة او بالسلاح غير الشرعي انما يريد الاهتمام فقط بالشؤون الاقتصادية، ونحن نعلم انه طالما هناك سلاح وعدم استقرار في البلد لا يمكن ان نحقق تقدماً على الصعيد الاقتصادي، وسنبقى راوح مكانك”.
امّا عن زياد بارود ونعمة افرام وعدم اختلاف مواقفهما عن ازعور، قال شمعون: “هما يسايران الجميع من اجل رفع حظوظهما على قاعدة “ما بدنا نزعل حدا”، ولكن تلك القاعدة خربت البلد. واعتماد الحلول الوسط منذ ثلاثين سنة الى اليوم ومراعاة الجميع اوصلنا الى ما وصلنا اليه. يجب وضع الاصبع على الجرح والاقرار بسبب دمار لبنان الا وهو السلاح المتفشي والحروب المتتالية التي ادت الى حال الهريان في الاقتصاد وهجرة عشرات الآلاف من الشباب. هناك منظومة سرقت اموال الشعب ولا احد يخضع للمحاسبة. هناك منظومة تركت متفجرات في مرفأ بيروت سبّبت دمار نصف المدينة وهناك من يعرقل التحقيقات في القضية. على اي اساس سنبني بلداً؟ هناك اساس واحد يمكن ان نسير به وهو تطبيق اللامركزية باسرع وقت ممكن. لا يمكن الاستمرار بتعويم تلك المنظومة على حساب الشعب نريد اصلاحات وكل لبناني يستحق ان يعيش في ظروف افضل ونحن قادرون على تحقيق ذلك من خلال اللامركزية وادارة كل منطقة شؤونها”.

قائد الجيش من أفضل القادة بتاريخ لبنان

وعن حظوظ شبلي الملاط وقائد الجيش، رأى شمعون ان قائد الجيش برهن قدرته على ادارة المؤسسة العسكرية بشكل متماسك في ظلّ الظروف الصعبة فضلاً عن ان كفّه نظيف وهو من افضل القادة في تاريخ لبنان ولكن ماذا يمكن ان يحقق اذا وصل الى سدة الرئاسة؟ لا نريد العودة الى شعار “ما خلونا”. ولا يمكن فرض اي شيء بالقوة، فحين يصل قائد الجيش الى كرسي بعبدا يتجرّد من القوة العسكرية التي يتمتّع بها. عندها يصبح كالرئيس ميشال سليمان او الرئيس اميل لحود وغيرهما. حتى ولو كان الافضل لن يتمكن من تحقيق شيء، اذا لم نغيّر الواقع ونسير باللامركزية”.

وعن كيفية حلّ مشكلة السلاح في ظلّ اللامركزية، اكد اننا قادرون على ذلك، معتبراً ان كل منطقة تتحمّل مسؤولية خياراتها، فالسائح لن يزور منطقة مدججة بالسلاح. امّا اذا طالبنا نحن كمسيحيين بنزع سلاح المقاومة سيتهموننا باننا انعزاليين وعملاء لاسرائيل بينما اذا طالبت الطائفة الشيعية بذلك فالامر سيختلف”.

وعمّا اذا كان اتفاق المعارضة على اسم جهاد ازعور او غيره هو لاقفال الطريق امام سليمان فرنجية، اجاب: هناك نيّة لذلك حتماً ولكن هذا الامر غير كاف فما يجب ان نفكر به هو مشروع مستقبل لبنان. اليوم نحن على مفترق طرق وهناك من يطالب بالتقسيم. لبنان لا يحتمل التقسيم، لهذا السبب نقول ان الفكرة ابعد من انتخاب رئيس جمهورية. المسألة هي التفاف حول مشروع مشترك بين كل الشرائح اللبنانية من اجل تحقيق التنمية لكل المناطق. وحين نرفع الفقر يتحقق الازدهار تلقائيّاً والازدهار بدوره يولّد راحة عند الناس ويخلق وظائف وفرص عمل”.

وعن امكانية تطبيق اللامركزية بغياب رئيس للجمهورية، اوضح شمعون اننا مستعدون لدعم اي رئيس يسير باللامركزية.
وعن الاستعداد للسير بقائد الجيش اذا اعلن دعمه للامركزية، اجاب شمعون: “اهلا وسهلا به نحن لا نضع فيتو على احد. نحن ندعو الى تبنّي مشروع قبل الدخول في الاسماء”..
سئل هل انتخاب الرئيس سيطول؟ ردّ شمعون قائلا:” ممكن، ميشال عون اصبح رئيساً للجمهورية بعد سنتين ونصف من التعطيل والشغور. حينها كانت ودائع الناس ما زالت في المصارف مؤمّنة انما اليوم الوضع مختلف، لبنان معزول عن العالم وليس لدينا ترف الوقت ولا يمكن ان نسمح بالبقاء سنتين ونصف السنة من دون ان نحقق شيئاً من هنا دعوتي الى البدء بتطبيق اللامركزية وتطبيق الدستور”.

ارفض ان يكون سلامة كبش محرقة

في ملف حاكم مصرف لبنان، سئل شمعون عمّا اذا كان ما يتعرّض له رياض سلامة ظلماً بحقه، اجاب: “لن ادافع عن سلامة فهو قادر على الدفاع عن نفسه ولكنني ارفض ان يكون هو او اي شخص آخر كبش محرقة للفساد المستشري في البلد. جميعنا يعلم من سرق اموال الناس وكل تلك المليارات التي اختفت ليست في جيب سلامة. قد يكون استفاد من بعض الامور القضاء يقرر ولكن في الوقت ذاته لا يمكن تحميل رياض سلامة كل الفشل الحاصل.

وعمّا اذا كان يعوّل على القضاء في هذا الملف، اعتبر شمعون ان منع سلامة من السفر كان خشية من ان تكرّ السبحة في حال مثوله امام القضاء الفرنسي في الدعوى المقامة ضده. و”هم وضعوه في ثلاجة الانتظار وفضّلوا ابقاءه في لبنان تجنباً لان يبق البحصة في فرنسا”.

وعمّا اذا كان هناك خوف على حياة سلامة، اكد شمعون ان الاخير حتماً يتخذ احتياطات ويحتفظ بملفات قد تكشف اسراراً وفضائح في حال حصل اي طارئ.

سنصبح في خبر كان اذا انتظرنا الاتفاق السعودي الايراني

عن الاتفاق السعودي الايراني واحتمال ان ينسحب ايجاباً على لبنان ام على حسابه، رأى شمعون ان ازمة اليمن لم تحلّ بالكامل، وما زالت هناك عقبات، و”اذا انتظرنا ان يأتي دورنا بعد اليمن قد نصبح بخبر كان. نحن نكنّ كل التقدير والاحترام للجانب السعودي ولجهوده ولكن المنظومة الايرانية الحالية غير جديرة بالثقة ولسان حالها الكذب والامر سيان عند جماعتها في لبنان والنظام السوري. هؤلاء يتصرّفون بعكس ما ينطقون”.

وعن مناورة حزب الله، اعتبر شمعون انها رسالة للجميع ومفادها اننا غير مستعدين للتخلي عن سلاحنا وعن مبادئنا.

وعن عودة النازحين السوريين، اكد شمعون ان حق العودة لهؤلاء مقدس ولكن هذا الامر متوقف عند نيات النظام السوري واستعداده لاعادة 7 الى 8 مليون نازح ووفق اي شروط؟ “هذا الامر شبيه بالوضع الفلسطيني ولذلك عندما حصلت النكبة ودخل الفلسطينيون الى لبنان تم ايواؤهم بمخيمات مضبوطة وعندما فلتوا خرب البلد”.

استقالة جنبلاط لن تؤثر على علاقتنا مع الحزب

عن استقالة وليد جنبلاط وتأثيرها على المشهد العام بالجبل، رأى شمعون ان خلافة جنبلاط مؤمّنة ولنا ملء الثقة بتيمور وبقدرته على استلام رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي وما يمكن ان يقدمه من تطلعات افضل واحدث. نحن من الاساس حلفاء ونتفق على الكثير من الامور فلن يتغير شيئاً بالنسبة لنا او بالنسبة لمواقف الحزب التقدمي الاشتراكي.

وعن اعتبار الاستقالة انسحاباً بسبب خيارات خاطئة ام انها انسحاب تكتيكي من المنظومة، اعتبر شمعون ان وليد جنبلاط سيبقى مرجعية في الجبل وان تنحى عن رئاسة الحزب، وسيبقى المرشد. والاكيد ان جنبلاط بسبب سنّه لم يعد قادراً على القيام بالمهام التي يفترض ان يقوم بها، بينما تيمور شاب ومندفع وسيكمل حتماً المسار.

وعن احتمال ان يصبح الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة تيمور جنبلاط اقرب الى الجبهة السيادية، لفت شمعون الى ان ما لمسه من خلال اللقاءات هو تقارب في الافكار.

اللامركزية الموسعة هي فدرالية وهي اتحاد

عن احتمال ان تكون اللامركزية الادارية تمهيداً لمشروع فدرالي، لفت شمعون الى ان الفدرالية نوع من اللامركزية، البعض يخاف من هذا المصطلح ولكن الفدرالية اسمها جمهورية اتحادية والاتحاد عكس الانفصال ونحن مع الاتحاد مثل الامارات والولايات المتحدة الاميركية والمانيا… وهي ليست نظاماً فاشلاً ولأن كلمة الفدرالية غير موجودة بدستورنا وكي لا نخترع قاموساً جديداً دعونا الى تطبيق اللامركزية الموسعة.

وعن حاجة اللامركزية الى تعديل دستوري وقيام حكومة، سأل شمعون هل طلب حزب الله رأينا او رأي الدولة عندما انشأ دويلته؟ هو لم يطلب رأي احد ونحن لا نطلب رأي احد. نحن نسعى وراء مصلحتنا كمواطنين لان الدولة فقدت اليوم هيبتها واصبحت بلا مؤسسات فاعلة. وهذا دليل الى اننا بحاجة الى اعادة بناء الدولة انما على اسس متينة تمكننا على الاقل من ضبط الفساد المستشري. وهذا الفساد لا يمكن ايقافه الا من خلال محاسبة كل منطقة قيادتها. فعلى سبيل المثال اذا اتهمنا موظفاً فاسداً من غير طائفة سيُعتبر هذا الاتهام بمثابة نعرة طائفية وسيحتمي هذا الفاسد بطائفته بينما اذا طبّقنا النظام اللامركزي فان اهل منطقته سيحاسبونه.

وعن امكانية ان يبدأ هذا الامر من خلال البلديات او عبر تفعيل اتحادات البلديات للعب هذا الدور، ذكّر شمعون باستحقاق الانتخابات البلدية الذي نُسف لاسباب غير معلنة علماً ان وزير الداخلية صرّح بان الوزارة قادرة على اجراء الانتخابات لكنهم طيّروها، وهذا معناه ان كل استحقاق يحاولون نسفه وبالتالي اصبحنا نسير بنهج تدميري للبلد. وهذا التدمير نريد ايقافه.
اضاف: صحيح ان البلديات يجب ان تلعب دورها على اكمل وجه فالخدمات الاساسية التي يتمتع بها المواطن تكون عبرها ولكن اذا كانت البلدية عاجزة عن الاحتفاظ باموالها فهناك مشكلة. نحن في نظام زبائنية فكل الاموال تعود الى الخزينة التي بدورها تعيد توزيعها وفق المحسوبيات السياسية.
وعن احتمال ان تولّد الدعوة الى تطبيق اللامركزية اتهاماً بمحاولة الانقلاب على الدولة، قال شمعون: “هم بدأوا بالانقلاب. هم خلقوا الدويلة وفتحوا الحدود ويقومون بالتهريب غير آبهين بأحد”.

وعن خوض معركة الانتخابات البلدية ان حصلت، مع القوات اللبنانية، اعتبر شمعون ان تدخل الاحزاب بموضوع البلديات محصور وللعائلات التأثير الاكبر فيها، والاحزاب في هذه المعركة لا يمكنها ان تمون على العائلات. فالاحزاب في لبنان لا تشكل سوى 12% من السكان.

قمنا بنهضة ملموسة في حزب الاحرار
شمعون سئل عن امكانية حصول نفضة داخلية في حزب الوطنيين الاحرار على غرار ما قام به رئيس حزب الكتائب، اجاب: ” قمنا بواجبنا واستطعنا ان نشكل فريق عمل متجانساً وكفوءاً. انطلقنا منذ سنتين بـ 600 عضو فعال واليوم اقتربنا من 8000، وهذه نهضة ملموسة ولن نتوقف وسنستمر وهناك طلبات انتساب جديدة. والمشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي الامكانيات المادية.
اضاف: “منذ قرابة السنتين زرنا الديمان وكان البطريرك الراعي يعاني جدّاً من عدم التضامن بين الاحزاب المسيحية اولا وبين بقية اللبنانيين ثانياً، ودعانا حينها للعب دورنا التاريخي الجامع والدخول في وساطة للمّ الشمل حول مشروع حياد لبنان. طرحنا الفكرة من جانبنا ولمسنا تجاوباً من بقية المجموعات ولاسيما من حزب الكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي ونقوم حاليّاً باجتماعات تنسيقية لبلورة الافكار والمشاريع التي نطرحها. ومن الافضل ان يكون ذلك بوجود رئيس جمهورية ولكن لا يمكننا ان نتوقف اذا لم يكن هناك رئيس”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: