بقلم رولان مخيبر
في ظلّ الأوضاع الرديئة التي يعيشها اللبناني اليوم مَع ما تحمله مِن غموض بِما يَخصّ مستقبله، يجد نفسه أيضاً أمام جَوّ سياسي ضبابي يمنعه مِن قراءة المشهد بِوضوح كامل حالياً .
لَم يكن أمرًا غير متوقّع بأنّ فترة ما قبل الإنتخابات النيابية ، سوف تشهد أحداثاً ومطبّات سياسية عديدة ، و قد كرّس هذا الأمر بشكل خاص، توجه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى العزوف عِن الترشّح.
لكن السياسة و كما عَوّدتنا، مليئة بالمفاجئات، والتصاريح الرسمية لا تمثّل بالضرورة ما يجري على أرض الواقع دائماً.
والإعتقاد السائد اليوم، أن لبنان أمام مُقاربة سياسية بسيطة، و ترتسم على ساحته الداخلية ٤ سيناريوهات لا رابع لها :
١- سعد الحريري و الثنائي و التيار الوطني الحر إتّفقوا و اجتمعوا على تَطيير الإنتخابات النيابية للحَدّ من الخسارة.
٢-سَيتسلّح كل من جنبلاط و بري و باسيل بقرار الحريري و تمام سلام وربما ميقاتي بعدم الترشح لِإلغاء الانتخابات بِذريعة أنّ غيابهم عن الساحة السياسية يضرب الميثاقية.(ميثاقية الإنتخابات)
٣- محاولة الحريري الإستفادة من مسرحية بيت الوسط كَفرصة لِشَدّ العصب و إعادة إستعطاف الشارع السني. (مناورة لِكسب بعض النقاط قبل الإنتخابات)
٤- إعتزال الحريري السياسة (مؤقتاً أو نهائياً) لِإستثمار ما تَبَقّى من ثروته في عالم الأعمال (أمر مُستَبعَد)
لكن هل يجوز أن يختزل البعض الطائفة السنية الكريمة و أن يستخدم هكذا خطوة لإعطاء الفاسدين فرصة الهروب من أصوات الناس في الإنتخابات؟
بدأت المملكة العربية السعودية تتخلّى عَن وجودها المُعتاد على الساحة اللبنانية مؤخراً ، لكن السؤال المطروح، هل إن صمتها هو استعداد لخلق زعامات جديدة في الطائفة السنية؟
من غير المخفي أن هناك انكفاء سعودي تام عَن الحريري حتى هذه اللحظة، فهَل سَتَستغلّ بعض الدول مثل تركيا الوضع الراهن لِإنشاء علاقة أقوى على الساحة السنية في لبنان ؟