احتدمت بعد ظهر امس ومساء المواجهات بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية على نحو واسع وبرز مؤشر مثير لمزيد من المخاوف حيال الوضع في لبنان تمثل في انضمام سفارات دول كبرى كالسفارات الأميركية والفرنسية والسعودية الى توجيه دعوات عاجلة الى رعايا هذه الدول الى مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه في المرحلة الراهنة.
وهذا المؤشر اظهر ان التوقعات المتصلة بلبنان لا تزال تميل نحو التخوف من اتساع الحرب خصوصا ان عاصفة الغضب التي عمت معظم العواصم العربية حيال المجزرة لم تبق أي مجال لتوقعات متفائلة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بعدما تنصلت تل ابيب من المجزرة واتهمت بها حركة "الجهاد الإسلامي" وجاراها في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن . ذلك ان التصعيد الذي حصل امس على جبهة الجنوب بدا بمثابة مواكبة ميدانية للاحتقانات الكبيرة التي عمت المنطقة ولم يكن ادل على مستوى التصعيد الميداني من اعتراف الجيش الإسرائيلي مساء بان تسعة صواريخ مضادة للدروع وقذائف اطلقت من لبنان واعترض أربعة منها خلال ساعات .
وبازاء هذا الواقع القاتم لم تسقط الرهانات على تحرك دولي يلجم اتساع الحرب واتساعها. وفي السياق ابلغ مصدر ديبلوماسي اوروبي "النهار" ان فرنسا ايدت مشروع القرار الذي قدمته البرازيل في مجلس الامن بالنسبة الىً الصراع الحالي بين اسرائيل والفلسطينيين لانه يجمع تأييد 9 اصوات على الأقل في مجلس الامن وتضمن في مقدمته تأييد جهود الاسرة الدولية من اجل وقف القتال و حماية المدنيين. كما ادان حماس وهذا مهم لفرنسا. وطالب المشروع بتحرير جميع الرهائن دون شروط فورا وضرورة معاملتهم بشكل انساني. وذكر بحل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينيةً وتأييد الجهود لايقاف التصعيد في كل المنطقة .
وأشارت مصادر ميدانية لـ»البناء» الى أن حزب الله كثّف عملياته العسكرية النوعية ضد مختلف مواقع الاحتلال غداة ارتكاب العدو المجزرة بحق المدنيين في المعمداني، وشدّدت على أن مستوى العمليات سيتوسّع كل يوم الى ما هو أبعد من الحدود، وقد يتفاجأ العدو بأنواع أخرى من العمليات التي ستؤلمه. وكشفت المصادر أن العدو تكبّد خسائر كبيرة لكنه يمارس التعتيم الإعلامي، كما أنه يتهيب الحرب مع المقاومة في لبنان من خلال التخفيف من تحركاته الحدودية واختباء جنوده وضباطه في الآليات العسكرية.