ب الصباحية: الحكومة مؤجلة.. والتوترات مستمرة

TFFVYHKEEI

سيبقى التناحر يتسيّد المشهد الحكومي تحت وطأة احتدام صراع الصلاحيات بين قصر بعبدا والسراي الكبير بعدما انتقل كباش الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي من مرحلة "جس النبض" إلى "عضّ الأصابع" بانتظار من يصرخ فيهما أولاً، وفق ما لخصت مصادر مواكبة الوضعية السائدة راهناً في عملية التأليف، موضحةً أنّ التطورات باتت تدفع باتجاه إدخال هذه العملية في "صدام رئاسي من شأنه أن يفاقم تعقيدات الولادة الحكومية".ونقلت المصادر أنّ عدم إقدام الرئيس المكلف على زيارة قصر بعبدا مطلع الأسبوع كما كان مقرراً للردّ على مقترحات وملاحظات رئيس الجمهورية حيال التشكيلة الوزارية المطروحة، اعتبرته دوائر الرئاسة الأولى "تطنيشاً متعمداً وتهميشاً مقصوداً من ميقاتي لدور عون وصلاحياته في عملية التشكيل"، وعليه انكبّ الفريق العوني خلال الساعات الأخيرة على "تدارس الخيارات المتاحة في مواجهة خطة الرئيس المكلف الهادفة إلى حشر رئيس الجمهورية بين خيارين لا ثالث لهما، إما الرضوخ لشروطه في التأليف أو الاستسلام أمام الأمر الواقع الذي يحتّم بقاء حكومة تصريف الأعمال حتى نهاية العهد".ومن بين هذه الخيارات، ما عبّرت عنه قناة "أو تي في" في تقريرها الإخباري أمس، لناحية تشديدها على أنّ عون "ما بينزرك" ولديه المخارج اللازمة "لإحداث صدمة كفيلة بتحريك المياه الراكدة"، ملمحةً صراحةً في هذا المجال إلى "السيناريو الذي يقوم على استقالة عدد من الوزراء المسيحيين من حكومة تصريف الأعمال بهدف الضغط على ميقاتي".
ويبدو ان اللقاء المرتقب بين الرئيسين عون ونجيب ميقاتي تأجل الى ما بعد عيد الاضحى، لعدم ظهور اي بوادر جديدة تتعلق بالتشكيلة التي قدمها ميقاتي لرئيس الجمهورية.
لكن ثمة من يخشى ان لا يتم تشكيل الحكومة قبل نهاية ولاية الرئيس عون وتتولى الحكومة الحالية تصريف الاعمال، خاصة ان كل الجو السياسي في البلد بدأ يتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي وإجراء الانتخابات باكراً لكن ضمن المهلة الدستورية بين شهري آب وايلول، كأولوية على تشكيل حكومة لن تعيش اكثر من ثلاثة اشهر ومن الصعب تشكيلها بتوازنات جديدة سياسياً. كما هناك خشية من عدم حصول زيارة الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية آموس هوكستين الى بيروت قبل اجراء الانتخابات الرئاسية، وبحجة اطلاق حزب الله طائرات مسيّرة فوق حقل «كاريش» الاسرائيلي والمنطقة المتنازع عليها. وفي الحالتين سيعيش لبنان حالة انتظار لها نتائجها الصعبة ان لم تكن الكارثية، نتيجة عدم تشكيل الحكومة وعدم انجاز مفاوضات ترسيم الحدود.
وأشارت مصادر سياسية إلى الجمود بمسار تشكيل الحكومة الجديدة ما يزال مستمرا، ولم تسجل خلال الساعات الماضية، اي محاولات جدية لانهاء هذا الجمود، واعادة التواصل والمشاورات بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، الى حركتها المعهودة، لتذليل العقبات من طريق تأليف الحكومة المتعثرة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: