على الرغم من الرسائل الكثيرة التي حملها الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، ففشل الأكثرية الحاكمة وعجزها عن إنقاذ البلد وشعبه، دفعته الى الدعوة الى التعقّل في مقاربة الأزمة، مبشراً بأنّ المرحلة المقبلة ستكون “صعبة” وما على اللبنانيين الاّ أن “يتحمّلوا” و”يشدّوا الأحزمة” ومن دون ان يقفلوا الطرقات كي لا يخدموا العدو.
واشارت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر رداً على كلام السيد نصرالله بالقول لـ “البناء” إلى أنّ الخطاب اتسم بالإيجابية ووضع الامور في نصابها ونحن دائما ننظر الى الأمور مع حلفائنا الى النصف الملآن من الكأس ومنفتحون على النقاش والحوار مع الحزب في كافة الصعد لا سيما الحكومة”. ولفتت المصادر ان “خطاب السيد نصرالله أعاد التأكيد على روحيّة التفاهم والتحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله واسقطت أحلام البعض بأن هناك خلافاً بين الطرفين أو سقوط التفاهم”. وأكدت المصادر أن “باسيل مستعدّ للانفتاح على كافة الاقتراحات والأفكار وملاقاة ما طرحه السيد نصرالله حتى تأليف الحكومة وإنقاذ البلد من الانهيارات مع التشديد على ضرورة وضع خريطة إصلاحيّة واضحة على رأسها التدقيق الجنائي”.
هذا في الشق الداخلي، أما في الشق الخارجي، فكان الملف اللبناني أولوية متقدمة في الاجتماع الذي عقد في باريس بين وزيري الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن والفرنسي جان ايف لودريان، وبحسب “النهار” فان الوزيرين اللذين لمحا الى مبادرة لعدم ترك الشعب اللبناني وحيدا بحثا في البدائل السريعة والفعالة وسط انتظار الية العقوبات الأوروبية على المسؤولين اللبنانيين الذين يعطلون تشكيل الحكومة الإصلاحية المنتظرة من اللبنانيين والمجتمع الدولي وأنهما توافقا على انخراط بلديهما كما بريطانيا في ممارسة الضغوط الثلاثية على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين في عمل منسق دفعا للامور نحو تشكيل حكومة .
وليس بعيدا من هذه الأجواء والاتجاهات عُقد في الفاتيكان امس مؤتمر صحافي عن لبنان، شارك فيه امين السر في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، ووزير خارجية الفاتيكان المطران بياترو كاليغر. وكان عرض لبرنامج اللقاء في 1 تموز مع الطوائف المسيحية العشر في لبنان بالاضافة إلى الرهبانيات الموجودة في روما وستكون في ختام اللقاء كلمة للبابا فرنسيس . وأكد المسؤولون الثلاثة “أهمية اللقاء الذي سوف لا يقتصر على الصلاة بل ستتبعه سلسلة من المبادرات التضامنية”. وأكد كاليغر ردا على سؤال عما اذا كان بإمكان الفاتيكان مساعدة لبنان بمفرده، للخروج من أزمته، أن “الفاتيكان ليس بمقدوره وحده مساعدة لبنان، لذلك يرى أن على الأسرة الدولية كلها أن تقف إلى جانب هذا البلد. أردنا، من لقاء الاول من تموز، تكوين رؤية مشتركة مع رؤساء الطوائف ليكون لدينا وضوح في الرؤية ولنتحرك كما يجب”.
