بحصيلة مبدئية اجمالية، سواء في النسب المئوية لاعداد المشاركين في الانتخابات او في المؤشرات والاتجاهات التي اودعت صناديق الاقتراع في سائر انحاء انتشار الدياسبورا اللبنانية، يمكن القول ان رياح التغيير عصفت في الاغتراب على امل قوي ان تنسحب العدوى باقوى منها إلى الداخل حيث الوطن الام سيكون على موعد مع “اليوم الكبير” الاحد المقبل في 15 أيار الحالي. ومع ان المشهد الانتخابي العام الاغترابي الذي توزع بين الدول العربية التسع وايران التي جرت فيها الجولة الانتخابية الاغترابية الأولى الجمعة الماضي، والدول الـ48 الأخرى في الانحاء الأخرى من العالم التي جرت فيها امس الجولة الثانية، غلب التركيز الإعلامي الكثيف فيه على الإجراءات التنظيمية والإدارية واللوجستية التي كانت معقولة في الغالب، فان الأهم والاشد تأثيرا من ذلك في تقصي وقائع الانتخاب الاغترابي في مجمله يتمثل في المعطيات عن غلبة الاتجاهات المعارضة والتغييرية التي تؤكدها ماكينات انتخابية حزبية ومستقلة في الاغتراب والداخل سواء بسواء حتى لو ان النتائج الرسمية لفرز الصناديق الاغترابية سينتظر إلى ليل الاحد المقبل.
وبعد إتمام المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية في بلاد الانتشار، تعود الحركة من اليوم الى المقار الرسمية، ويبدأ تحضير جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقرّرة الخميس المقبل، في انتظار التفاهم بين عون وميقاتي على مكان انعقادها الذي سيكون القصر الجمهوري على الأرجح، وهو أمر سيتقرّر في الساعات المقبلة قبل تعميم جدول الأعمال على الوزراء.
وقالت مصادر وزارية لـ «الجمهورية»، انّ جلسة هذا الخميس لن تكون الاخيرة قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي واستقالة الحكومة دستورياً وتحولها حكومة تصريف اعمال، وأنّ الجلسة الاخيرة ستُعقد الخميس في التاسع عشر من الجاري، وفي القصر الجمهوري أيضاً.
وفي هذا الاطار، لفتت “نداء الوطن” الى ان كل محاولات العهد وتياره لإسكات الصوت المغترب، سواءً عبر الدفع بدايةً باتجاه حصر مفاعيله بستة مقاعد قارية، أو من خلال السعي مؤخراً إلى تشتيته وتبديد قوته في عملية توزيع أقلام الاقتراع، باءت بالفشل تحت وطأة إصطفاف المغتربين في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم تأكيداً على كونهم عازمين على إحداث “التغيير” في صناديق الاقتراع، حسبما تقاطعت تصريحات أكثريتهم على شاشات التلفزة أمس، فالتقوا في مختلف أنحاء العالم على “كلمة اغترابية سواء” تلعن المنظومة المافيوية الفاسدة الحاكمة في وطنهم الأم، وتتوق إلى استئصالها ولفظها من سدة الحكم.إذاً، في محصلة المرحلة الثانية والأخيرة من عملية انتخاب المغتربين، شهدت أقلام الاقتراع إقبالاً ملحوظاً في معظم أنحاء العالم وسط تسجيل نسب مئوية متفاوتة في الدول الغربية تجاوز بعضها الـ65%، في وقت ناهزت نسبة الاقتراع في دولة الإمارات العربية المتحدة 70% من أصل 25066 ناخباً تسجلوا على لوائح الاقتراع في كل من دبي وأبو ظبي، مقابل تسجيل تضارب في المعلومات حول نسب المشاركة في الدول الأفريقية بين أرقام وزارة الخارجية وماكينات الثنائي الشيعي.