ب الصباحية: لا اختراق حكومي في المدى المنظور

في أعماق المشهد الحكومي، الجميع يجزم خلف الكواليس بأنّ عملية التأليف ستبقى مستعصية حتى نهاية العهد، فلا رئيس حكومة تصريف الأعمال مستعد للتنازل عن شروطه ولا رئيس الجمهورية سيقبل الانكسار والتسليم بهذه الشروط... وعلى ذلك بدأ الاستحقاق الرئاسي يتقدّم عملياً على سلّم الأولويات في حسابات "الربح والخسارة" بين مختلف الأفرقاء، وبدأت الاتصالات والمشاورات واللقاءات تتمحور في جوهرها حول حظوظ المرشحين المحتملين للرئاسة الأولى، وسط تصاعد وتيرة الاجتماعات التنسيقية على ضفة قوى 8 آذار لتوحيد الموقف الرئاسي بين مكوناتها قبل انطلاق جلسات الانتخاب في أيلول، بينما على الضفة المعارضة لا تزال الأجواء الضبابية طاغية على التوجهات بانتظار تبلور صورة المرشح الرئاسي الذي يمكن أن يؤمن تقاطعات بين الأحزاب والكتل والقوى السيادية والتغييرية، ويستطيع بمواصفاته أن يلاقي المواصفات التي وضعها البطريرك الماروني بشارة الراعي في الرسم التشبيهي لرئيس الجمهورية الجديد، بحيث يكون "رئيساً متمرّساً سياسياً وصاحب خبرة ومحترماً وشجاعاً ومتجرّداً ورجل دولة حيادياً في نزاهته، ملتزماً في وطنيته، وفوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب".

وقالت دوائر الرئاسة الأولى لـ"نداء الوطن" ان اللقاء بين عون وميقاتي "وارد في أي لحظة لاستكمال النقاش من النقطة التي انتهى إليها اللقاء الثاني بينهما بعد التكليف، حين تم تبادل الآراء والأفكار حول التشكيلة الحكومية وإمكانية تطعيمها بسياسيين أو زيادة عددها إلى ثلاثين وزيراً بعد ضمّ ستة وزراء دولة من السياسيين إلى تشكيلتها، مع الإبقاء على الحقائب الوزارية مع وزراء تكنوقراط، على أن يصار في حال رفض فكرة الحكومة الثلاثينية إلى إدخال تعديلات على التشكيلة من ضمن صيغة الأربع والعشرين المقترحة".

وتقول مصادر سياسية مطلعة على ملف تشكيل الحكومة لـ»الديار»:» ليس مستبعدا ان تستمر الشكليات في عملية التشكيل فيزور ميقاتي قصر بعبدا قريبا لكنه سيكون خالي الوفاض متمسكا بتشكيلته التي سبق ان قدمها الى عون منفتحا على تعديلات بالشكل لا بالمضمون، وهو ما سيرفضه عون الذي بات على يقين ان ما يحصل محاولة لكسره اكثر لا بل ابعد من ذلك محاولة لانهاء عهده قبل ان ينتهي دستوريا، لذلك لن يتردد والنائب باسيل بمحاولة تطويق كل هذه المحاولات ايا كانت التداعيات».

وبحسب معلومات «الديار» فقد باشر باسيل حصر خياراته للتعامل مع المرحلة المقبلة بعدما بات على قناعة بانعدام حظوظه الرئاسية وبأنه من الافضل له عدم خوض معركة خاسرة تفاقم خساراته والعماد عون، على ان ينصرف في السنوات المقبلة لحصر الخسارات ومحاولة استيعابها وترتيب البيت العوني الداخلي وبالتوازي العلاقات مع مختلف القوى السياسية الداخلية تمهيدا للاستحقاق الرئاسي عام 2028».

وتشير المعلومات الى ان «ذلك لا يعني ان باسيل سيقبل الظهور بموقع الخاسر او المستسلم في المرحلة الحالية بل بالعكس سيسعى لرفع سقفه ووضع جملة من الشروط تسبق اي تنازل يقدمه ايا كان شكله لقناعته انه كان ولا يزال صاحب اكبر كتلة نيابية مسيحية ولا يمكن تخطيه».

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: