ب الصباحية: نصرالله يضع شروطه الرئاسية على الطاولة.. فرنجية أو باسيل!

baabda-castel-900x473 (1)

قد تكون الدلالات التي ابرزتها مواقف "ثقيلة" وعالية السقوف مثل بيان مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك امس، المؤشر الجديد الى اتساع وتعمق المخاوف من إطالة امد الفراغ الرئاسي، في ظل ما بات يتردد على السنة معظم العارفين والمطلعين والمعنيين السياسيين والديبلوماسيين من ان مؤشرات مقلقة تستبعد ان تصح رهانات الكثيرين على فراغ قصير المدى. ذلك ان الكواليس الديبلوماسية الأجنبية في بيروت تضخ معطيات تصاعدية في التعبير عن القلق من تداعيات الفراغ الذي صار ثمة اقتناع واسع لدى البعثات الديبلوماسية من انه سيتمدد الى اشهر عدة على الأقل، ولو انه يصعب حصر السيناريو الزمني لهذه الحقبة بمدة تقريبية محددة. وما يسبغ مزيداً من الاهمية حيال هذه الخلاصات انها تشكل مؤشرات ضمنية الى دعوة الافرقاء اللبنانيين الى عدم انتظار أي تدخلات او وساطات او تحركات خارجية، ولو من موقع الصداقات والرعايات المدفوعة بالحرص على لبنان، بحيث تكون ذات تأثير مباشر وسريع على فتح الطريق لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان نظرا الى تبدلات استراتيجية كبيرة المّت بالواقع الدولي بما يعني صراحة ان استحقاقات لبنان ليست أولوية في اجندات الدول الى درجة الحلول مكان القوى اللبنانية في ما يتوجب عليها القيام به وتحمل مسؤوليته لمنع تمدد الفراغ الذي تتحمل جميعا تبعات حصوله.

مواقف عالية السقف لنصرالله

واما في المشهد الداخلي، فان الجمود بدا سيد الساحة والخواء السياسي ولو ان الساعات الأخيرة شهدت اطلاق مواقف بارزة حيال الاستحقاق الرئاسي ان من جهة الكنيسة او من جهة "حزب الله" الذي سجلت مقاربة امينه العام السيد حسن نصرالله امس في ذكرى "يوم الشهيد" ، تطورا لافتا عبر اطلاق اكثر المقاربات افصاحا عن المرشح الذي يطمح اليه الحزب. ويبدو ان الحملة التي شرع فيها عدد من نواب المعارضة في الجلسة الانتخابية الخامسة، اول من امس، لمجلس النواب حول موضوع نصاب الجلسات التي تلي الدورة الأولى لن تستكين عند حدود "الردع" والتهميش اللذين مارسهما رئيس مجلس النواب نبيه بري في حق النواب المعترضين على اعتماد دائم ومتواصل لنصاب الثلثين، اذ ان اتصالات ومشاورات تدور بين نواب المعارضة بمعظم كتلها ومستقليها لجعل هذه الحملة تتسع وتتصاعد خصوصا بعدما اثبتت زيادة الأصوات للمرشح النائب ميشال معوض ان الطريق الى مراكمة النصف زائد واحد لمصلحته باتت اقرب من أي وقت سابق.

باسيل أو فرنجية؟

وإزاء قطع "حزب الله" حبل الصمت الرئاسي الذي اعتصم به طيلة الفترة الماضية، رأى مصدر سياسي رفيع أنّ "الحزب" قرر على ما يبدو أخذ مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي "بصدره" بعدما استشعر الإرباك الذي يسود جبهة حلفائه في قوى الثامن من آذار بما في ذلك "التيار الوطني الحر" نتيجة ارتفاع منسوب الضغط عليهم أمام الرأي العام الداخلي والخارجي جراء الأداء التعطيلي المفضوح لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية النيابية، موضحاً في هذا السياق أنّ نصرالله قال بشكل أو بآخر أمس إنّ "حزب الله" عازم على انتزاع رئاسة الجمهورية "مرة أخرى" بعد انتهاء عهده الرئاسي السابق وإلا فإنّه مستعد لإعادة السيناريو نفسه الذي سبق أن اعتمده لإيصال مرشحه العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا بإبقاء سدة الرئاسة الأولى شاغرة لأكثر من سنتين حتى إيصال مرشح "مطابق للمواصفات" التي حددها والتي بدت من خلال حديثه "مفصّلة على قياس كل من رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: