يشرع الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان اليوم في جولة لقاءات واسعة جديدة في اطار مهمته الرئاسية المفتوحة في لبنان وسط معالم اندفاع فرنسي متجدد لإحياء وساطة طالما تعثرت ولم تشق طريقها بعد الى اختراق الطريق المسدود الذي يعترضها كما يعترض سائر الجهود الداخلية والخارجية لانهاء الفراغ الرئاسي المتمادي منذ سنة وشهر.
مصادر ديبلوماسية ان ثمة رسالتين سياسية وامنية في حوزة لودريان في زيارته لبيروت . الأولى تتضمن طرحين سياسيين لانتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت . الطرح الأول من خلال عقد مؤتمر في الدوحة على غرار مؤتمر الدوحة السابق في محاولة لتامين توافق بين اللاعبين اللبنانيين على اسم مرشح يتم انتخابه توافقيا. وباريس في هذا السياق لا تدعم اي مرشح وتترك للاطراف اللبنانية التوافق عليه وذلك تحت رعاية المجموعة الخماسية (فرنسا والولايات المتحدة ومصر والسعودية وقطر). غير ان قطر ليست متحمسة لعقد هذا المؤتر في الدوحة. اما الطرح الثاني فهو مطالبة المجموعة الخماسية من الرئيس نبيه بري فتح دورة انتخابية لانتخاب رئيس من الاسماء المطروحة على ان تبقى الدورات مفتوحة حتى انتخاب الرئيس. غير ان هذا العرض غير متوفر حتى الان لان مواقف الاطراف اكثر تشددا مما قبل حرب غزة.
لكن باريس تريد من خلال اعادة فتح ملف ملء الشغور الرئاسي ابقاء الملف اللبناني الغائب حاليا عن طاولة اي مفوضات اقليمية حول مستقبل منطقة الشرق الاوسط. رغم ان باريس فقدت الكثير من مونتها على بعض الاطراف بعد المواقف التي اتخذها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى جانب اسرائيل بعد هجوم حماس على غلاف غزة.
اما بالنسبة الى الملف الامني فلدى باريس مخاوف كبيرة من انجرار لبنان الى حرب مع اسرائيل تكون مدمرة . وسيؤكد لودريان خلال زيارته الموقف الفرنسي الداعي الى ابقاء لبنان خارج هذه الحرب وعدم تهديد القرار الدولي ١٧٠١ الذي امن الاستقرار على حدود لبنان منذ عام ٢٠٠٦.
واشارت مصادر سياسية لـ»الديار» الى انّ لودريان سيسعى خلال زيارته الى «تبيّيض» صورة فرنسا التي تغيرت، بسبب الموقف الذي اتخذه الرئيس الفرنسي خلال زيارته «اسرائيل» مع بدء الحرب على غزة، والذي لقي صدًى سلبياً لدى السلطة اللبنانية وحزب الله . ورأت أن مهمة لودريان ستكون شاقة هذه المرة، لانّ الثنائي لم يغيّر رأيه ولن يغيره، من ناحية التمسّك بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة.
كما نقلت المصادر المذكورة أنّ المعارضة تترّقب بحذر ما سيحمله الموفد الفرنسي، وتتخوف من طرح مقايضة جديدة، ولفتت الى انه سيتناول في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين الملف الامني في الجنوب وضرورة تطبيق القرار 1701.
وفي إطار الموفدين الى بيروت، إشارة الى تحرّك قطري جرى الاسبوع الماضي بعيداً عن الاضواء، من خلال زيارة قام بها الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، التقى خلالها مسؤولين لبنانيين، من بينهم الرئيس ميقاتي.