كتب شربل لبكي في نداء الوطن:
بعدما حالت الحرب الإسرائيليّة على لبنان في الخريف الماضي دون عرض مسرحية “كلّو مسموح – The musical”، تنطلق عروضها على مسرح “كازينو لبنان” في 9 أيار المقبل وتستمرّ حتى 18 منه. مسرحيّة “كل شيء مسموح فيها، من حیث جرأة الطرح، الكومیدیا، وكسر التقالید بطریقة ذكیّة ومسلّیة”، على حدّ قول بطل العمل وكاتب نصّه العربيّ ومخرجه روي الخوري.
لا يتوانى روي الخوري عن الاهتمام بجودة العمل، ويرفض أن يكون دون المستوى المطلوب. بالنسبة إليه، الاحتراف، والإتقان، واحترام الفن والجمھور، ھي أسس عمله، لیخرج العرض المسرحيّ ممتعاً ومناسباً لجميع الفئات.
الاستفادة من التأجيل
الحرب التي أوقفت النشاطات الفنّية والترفيهيّة في لبنان، أرخت بثقلها أيضاً على صنّاع الترفيه وأبطاله، وبينهم فريق عمل النسخة العربيّة من المسرحيّة الشهيرة “Anything Goes”، التي كان أفرادها يستعدّون في تلك الأثناء لتقدیم عرض فنّي ضخم ومختلف. يقول الخوري لـ “نداء الوطن” إنّ “التأجیل بسبب الحرب كان مرھقاً جدّاً، خصوصاً لأننا كنّا مستعدّين تماماً لانطلاق العروض، وتوقَّفَ كلّ شيء قبل الافتتاح بأسبوعین فقط”، ويضيف: “كانت فترة صعبةً جدّاً، ولكنني أؤمن أنّ كلّ شيء یحدث لسبب”.
الخوري يقف اليوم مستعدّاً، مع فريق العمل، للعودة من جديد ومواجهة الجمهور، بعدما استثمر التأجيل في “رفع مستوى التدريبات وإجراء “بروفات” والاستمتاع بالعمل على التفاصیل ما جعل “كلّو مسموح” أكثر نضجاً وجاھزیة ليشاهدها الجمھور”.
التعاون مع كارول سماحة
عن التعاون مع النجمة كارول سماحة، يقول الخوري: “التجربة استثنائیّة، فھي فنانة تمتلك حضوراً مسرحیّاً نادراً، وتعرف جیّداً كیف تُوازن بین الأداء التمثیليّ والغنائيّ بأسلوب راقٍ وقويّ. فوجودھا في “كلّو مسموح – The musical”، أضاف قیمة فنّیة كبیرة على العمل وجعل العرض أكثر جاذبیّة وتمیّزاً”.
يستعيد المخرج روي الخوري مرحلة عرض الفكرة على سماحة، فيكشف أنها منذ البداية “تحمّست فوراً للتّحدي، خاصةً أنه یمثّل عودة قویّة لھا إلى المسرح الغنائي ضمن إنتاج متكامل، یحمل رؤیة جدیدة للمسرح الموسیقيّ في العالم العربيّ”، وهذا ليس غريباً على نجمة تعشق المسرح وترى فیه امتداداً طبیعیاً لمسیرتھا.
حماسة مخرج العرض المسرحي وبطله، للوقوف أمام كارول سماحة، توازي حماسته للوقوف إلى جانب فریق من الممثّلین والموسیقیین، منهم فؤاد یمّین، جوي كرم، نور حلو، نزیه یوسف، دوري السمراني، بالإضافة إلى “الراقصین الذین یمثّلون، یرقصون، ویغنّون مباشرةً على خشبة المسرح، مع أوركسترا حیة بقیادة المایسترو إیلیو الكلاسي، الذي یضیف بلمساته الموسیقیّة طاقة استثنائیة للعرض”.
تحضيرات شاملة
التحضیرات لـ “كلّو مسموح – The musical” كانت شاملة ومتنوّعة. بالنسبة للدیكور، يشير الخوري إلى أنّ الھدف منه كان خلق بیئة تنقل الجمھور إلى عالم البحر، مع لمسات فاخرة تتناسب وطابع العرض. يتابع شارحاً: “استخدمنا تفاصیل دقیقة ومبتكرة لتعكس الرفاھیة والروح الكومیدیة للمسرحیة”.
أما عن الأزیاء التي تحمل تصمیم ولمسات باسم فغالي وجان – لوي صبجي، فيقول الخوري: “اختیارھا كان بعنایة لتتماشى مع العصر الذي تدور فیه القصة، ما یضفي على الشخصیات طابعاً فاخراً وأنیقاً یتناغم وروح المسرحیة”.
ولأنّ الرقص جزءٌ من العرض “صُمّم لیكون دینامیكیاً وحیویاً، فنحن نعمل ومصمّم الرقصات وقائدها إیلیوت خوري على التركیز على أنواع عدیدة من الرقص مثل الجاز، التاب، البرودواي، التانغو، والفالس، لیعكس كل نوع من ھذه الأنماط طاقة خاصة على المشاھد، ویضیف نكھة حیویة للعرض”.
نصّ أمين للأصل
النَّص العربي للمسرحيّة يأتي ملتزماً ترجمة أمینة للنصّ الأصلي للمسرحيّة، خاصةً أنّ العمل ھو نسخة مرخّصة من أصحابه، وبالتالي ينبغي الحفاظ على جوھر القصة وشخصیاتها. رغم ذلك، يقول الخوري: “غیّرنا بعض الجمل والنّكات لتتناسب مع الثقافة العربیّة وتُثیر تفاعل الجمھور اللبناني والعربي من جهة، والمفاهيم الثقافیة من جهة أخرى، ولتجعل الأحداث أكثر ارتباطاً بالحیاة الیومیة في العالم العربي. لكن في النھایة، بقیت القصة والموسیقى وفیّة للأصل”.
أمام النجاح الذي تحقّقه الأعمال المسرحية الفنّية على “مسرح كازينو لبنان”، يحرص روي الخوري وشريكته المنتجة نایلة الخوري، على تقدیم عمل استعراضيّ بأعلى مستوى من الإتقان، بفعل إيمانهما بالمسرح الموسیقي لیضحي هذه المرة تجربة استثنائیة بكل المقاییس.