غصّت كنيسة رقاد السيدة العذراء في بلدة بكفيا بالحشود التي ضمّت نخبة من نجوم الفن والإعلام، إلى جانب شخصيات سياسية بارزة وجموع المواطنين، الذين حضروا لتقديم واجب العزاء برحيل الموسيقار الكبير زياد الرحباني في وداع يختصر حجم الخسارة التي مُني بها الوسط الثقافي والفني في لبنان.
في هذا الإطار، حضرت سفيرتنا إلى النجوم فيروز، برفقة ابنتها ريما الرحباني إلى الكنيسة، بالتزامن مع وصول جثمان نجلها الراحل زياد الرحباني، وسط مشهد مؤثر طغت عليه مشاعر الحزن العميق، وبدت فيروز قوية رغم الألم، تتلقّى التعازي برحيل ابنها الذي عُرف كفنان استثنائي صنع حالة فريدة في المشهد الفني والثقافي.
وتوافد عدد كبير من النجوم ليشاركوا فيروز ألم الفراق إذ كانت الممثلة اللبنانية كارمن لبّس من أوائل الواصلين لوداع الموسيقار الراحل، وقد بدا التأثّر الشديد واضحًا على ملامحها، إذ لم تتمكّن من إخفاء حزنها العميق على رحيل حبيبها السابق.
كذلك، حضر كل من ماجدة الرومي التي انحنت أمام السيدة فيروز تعبيرًا عن حزنها الشديد، نجوى كرم، عاصي الحلاني، راغب علامة، مايا دياب، هيفاء وهبي، لطيفة، مادونا، رندا كعدي، عصام الأشقر، جورج شلهوب، سعد حمدان، نعمة بدوي، رولا حمادة، كارول سماحة، هبة طوجي، نزار فرنسيس، كلوديا مارشيليان، طلال حيدر، جورج الصافي، إيلي صعب، مجدي مشموشي، هدى حداد، ميريام فارس.
بالإضافة إلى كل من غسان ووسام صليبا ، جوليا بطرس، طارق تميم، مارسيل خليفة، نيشان، كارلوس عازار، محمد اسكندر، زاهي وهبي، رابعة الزيات، يوسف حداد، ريتا حايك، ألين لحود، هشام الحاج، نادر الأتات، نقولا الأسطا، باسكال مشعلاني، الوليد الحلاني، أنجو ريحان، جان الدكاش، كريستينا صوايا، جورج نعمة، ميشال حوراني، فادي شربل وغيرهم...
كما شاركت في مراسم العزاء شخصيات سياسية رفيعة، من بينها السيدة الأولى نعمت عون ورئيس الحكومة نواف سلام الذي قلّد الراحل وسام الارز الوطني برتبة كومندور باسم رئاسة الجمهورية ،نائب رئيس مجلس النواب نبيه بري الياس بو صعب، وزير الإعلام بول مرقس، في دلالة على مكانة الراحل الكبيرة على الصعيدين الفني والوطني.
زياد الرحباني لم يكن مجرّد موسيقي أو فنان عابر، بل كان صوتاً للناس، ومرآة لوجعهم وآمالهم، وصرخة احتجاج مغلّفة بالسخرية والصدق. زياد شكّل حالة فنية فريدة جمعت بين العبقرية الموسيقية والوعي السياسي والاجتماعي، فأعماله تجاوزت حدود الفن لتصبح جزءاً من الذاكرة اللبنانية والعربية. بموسيقاه، كلماته، ومسرحه، استطاع أن يزرع حضورًا لا يُشبه أحداً، ويصنع فناً لا يُشبه سواه... ومن هنا لا تقتصر بصمته على أغنياته وألحانه الخالدة، بل تمتد أيضاً إلى مسرحياته التي تقرأ المستقبل كما الحاضر بأسلوب الكوميديا السوداء لإنتقاد الوضع السياسي بوطنية عالية، لذلك ستبقى أعماله خالدة في كل زمان ومكان وعابرة لجميع الأجيال.