أين لبنان من العلاقات مع سوريا؟

share33

لا يزال غياب الحرارة على خط بيروتدمشق سيّد الموقف رغم كل المحاولات الأميركية والسعودية التي أرادت الدفع باتجاه إحياء العلاقات الثنائية وتسوية الملفات العالقة بين البلدين.

نعلم كم من حسابات داخلية تتحكم بملف العلاقات مع سوريا، ولكن هذه الحسابات بدأت بشكل أو بآخر تُشكّل ضغطًا إضافيًا على لبنان وتهديدًا للانطلاقة الجديدة للدولة.

لا ننظر إلى العلاقات مع دمشق إلا من منظار سياسي ضيّق: في عهد آل الأسد كانت المقولة “وحدة المصير والمسار”، فتبين مع الوقت أن أتباع هذه المقولة كانوا يقصدون بها “وحدة مصير ومسار مع النظام الأسدي”، لأن أتباع هذه المقولة أظهروا بعد سقوط النظام أن تلك السردية كانت تهدف إلى تقوية التحالفات مع النظام وليس مع الشعب، إذ لو كان الأمر خلاف ذلك لكان من واجب أصحاب هذه السردية الاستمرار بها إلى الآن وتجسيدها في مواقفهم التي باتت اليوم تتناهى أحيانًا مع المخطط الإسرائيلي الهادف إلى ضرب وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، فنجد اليوم هذا الفريق يعمل وينتظر تقسيم سوريا مثلًا.

اليوم، أصحاب السردية القديمة وعلى رأسهم حزب الله، الذي كان يتغنّى بتحالفه مع نظام الأسد، لجأوا إلى سردية جديدة لتبرير حفاظهم على السلاح: سردية التهديد المتطرف السني للشيعة في لبنان.

هذا المحور الذي اعتاد على نقلنا من سردية لأخرى عبر عقود، لن يتوقف عن إطلاق فلسفات جديدة لتبرير وجودهم ومنع قيام الدولة.

أين لبنان من ملف النازحين؟

أين لبنان من الترسيم البحري مع سوريا؟

أين لبنان وترسيم مزارع شبعا؟

أين لبنان من إلغاء الاتفاقيات أيام الاحتلال الأسدي للبنان؟

أين خطط تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع سوريا، أقله البدء بوضع خطوط عريضة أو خارطة طريق لتلك العلاقات؟

أين التواصل مع الحكم الجديد لتحريك الترانزيت لتصدير منتوجات لبنان من البوابة السورية إلى دول المنطقة؟

أيضًا وأيضًا، لبنان مقصّر…

أخشى ما نخشاه أن تكون الدولة لا تزال خاضعة لاعتبارات الحزب وسرديّاته الوهمية، فالحزب لا يناسبه ترسيم الحدود.. والحزب لا يناسبه حل مسألة مزارع شبعا.. والحزب لا يناسبه ضبط الحدود الشرقية والشمالية.. والحزب يستثمر في فكرة التهديد السني المتطرف من دمشق..

الربط الكهربائي مثلًا، ما علاقته بموقف حزب الله؟

العلاقات التجارية، ما علاقتها بموقف حزب الله؟

اعترف بالرئيس أحمد الشرع أميركيًا ودوليًا وعربيًا وخليجيًا، وباتت سوريا بدون عقوبات.. فإلى متى نستنكف عن فتح باب العلاقات وتنظيمها مع سوريا؟

قانون قيصر رُفع عن سوريا، ولبنان دفع ثمنًا باهظًا يوم كان مفروضًا على سوريا، أما الآن فأمامنا فرصة ذهبية لإقامة أفضل علاقة مع سوريا في كافة المجالات، وعلينا في لبنان أن لا نكون متآمرين ولو بالفكر والموقف، ونسعى لإسقاط نظام أو تقسيم سوريا أو تشتيت الشعب السوري..

النظام السوري الحالي منفتح، وتكفينا الضمانة السعودية والإماراتية ليُبادر لبنان إلى التحرر من عقد البعض في الداخل الضيقة والطائفية والمذهبية والانتخابية..

رسالة واضحة نوجّهها لأيتام محور إيران والنظام الأسدي.. في لبنان خاصة.

فعلى الدولة اللبنانية أخذ القرار الجريء وفتح ملف العلاقات اللبنانية – السورية على مصراعيه.. لما فيه مصلحة لبنان أولًا.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: