يبدو أن مشروع إعادة تشغيل مطار رينيه معوض في القليعات - عكار لم يعد يُدرج ضمن خانة الوعود السياسية المؤجلة أو المبادرات الموسمية، بل بدأ يأخذ مساراً عملياً يُنبئ بتغير ملموس في المشهد الاقتصادي واللوجستي في شمال لبنان.
مصادر مطلعة أشارت إلى موقع "Lebtalks" أن هذا التحول الجدي في الملف لم يكن ليأخذ زخمه الحالي لولا التنسيق الوثيق والجهود المبذولة من أعلى المستويات في الدولة، فقد لعب كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، دوراً محورياً في إعادة إحياء هذا المشروع، من خلال متابعته الدقيقة وفتح قنوات تواصل داخلية وخارجية لتأمين الدعم المطلوب.
وقالت: الأهمية المتزايدة لهذا المطار لم تقتصر على الجانب اللبناني فحسب، بل لاقت اهتماماً لافتاً من أطراف عربية وغربية، حيث تُظهر المعطيات وجود رغبة جدية من مستثمرين إماراتيين وسعوديين في الانخراط بعملية تأهيل وتشغيل المطار، كما برز أيضاً دور فرنسي داعم في هذا الإطار، ما يعكس بُعداً دوليًا متناميًا حيال المشروع، سواء من حيث الدعم اللوجستي أو الاستثماري.
من الناحية الاقتصادية، تتوقع المصادر نفسها، أن يُحدث تشغيل المطار نقلة نوعية في منطقة الشمال، وتحديداً في محافظة عكار التي لطالما عانت من التهميش التنموي، إذ سيتيح المطار فرص عمل جديدة، ويُنعش الحركة التجارية والسياحية، ويخفف الضغط عن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البنية التحتية في البلاد.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه مناطق الأطراف خطوات فعلية تُثبت شمولية التنمية، يُشكل مشروع مطار القليعات مؤشراً إيجابياً على إمكانية كسر المركزية وتحقيق توازن مناطقي في الاستثمار والخدمات.
وتختم المصادر، تبقى العبرة في التنفيذ، إلا أن ما يتم تداوله حالياً من تحضيرات ومشاورات يوحي بأن الأمور تسير بخطى ثابتة نحو إنجاز طال انتظاره، في منطقة تستحق أن تكون جزءاً من المشهد الإنمائي اللبناني.