إستكشاف بالنار.. هل ترد إيران؟

طهران-2

لم يعد السؤال المطروح يتناول ما سيحصل على الجبهة الجنوبية، بل كيف سترد طهران على استهداف قنصليتها في دمشق، لأن ما حصل أخيراً قد خرق كل الخطوط الحمر وفتح الباب أمام تغيير الواقع على كل جبهات المساندة في المنطقة وفي مقدمها جبهة جنوب لبنان. إلاّ أن مصادر ديبلوماسية عليمة، لا تُخفي بأن وتيرة التصعيد الإسرائيلي الأخير واتساع دائرة الإستهدافات، يؤشر إلى أن الوساطات والمفاوضات القائمة من أجل التهدئة في غزة، لم تعد أساس المشكلة، بل ما يحرك هذه الوساطات، ويحول دون خروج الجبهات المضبوطة عن قواعد الإشتباك الواضحة منذ 8 تشرين الأول الماضي.

وعليه، تكشف هذه المصادر لموقع أن المرحلة المقبلة بعد الإستهداف الإسرائيلي المباشر لإيران وضربة قنصليتها، فإن إيران ستكون ملزمة بالرد ولكن من دون السماح بانفلاش المواجهات، معتبرةً أن وحدة الساحات، لم تعد معنويةً بعد اليوم وعنوان المرحلة المقبلة هو التصعيد.

ولكن المصادر الديبلوماسية لا ترى تعاظماً للمخاوف من موجة تصعيد إسرائيلي واسع على جبهة لبنان، ذلك أن هذه المواجهة تتصل بسياسات إقليمية تهدف للوصول إلى مكاسب على الطاولة الإقليمية بين لاعبين أساسيين يؤثران بطريقة سلبية في المنطقة ويتقاطعان في الإصرار عبر مواقفهما على عدم تمدد الحرب إلى خارج غزة.

ومن هنا، تقول المصادر عبر LebTalks، يأتي التشابك بين مصطلحات ما يسمى بوحدة الساحات ووحدة التفاهمات ووحدة الحلول، مشددةً على أن ما يحكى عن حلول لم تنضج بعد بين واشنطن وطهران، لأن شروط المصلحة الدولية والإقليمية للوصول إلى تفاهمات غير ناضجة، وهو ما ينعكس على استمرارية المعركة.

ولكن قواعد الإشتباك لن تتغير على الاقل من حيث الشكل، وما يتمّ التلويح به عن مواعيد للتصعيد الموسّع، تؤكد المصادر أنه غير دقيق، فالمنطقة كلها في حال ترقب، ولا مهل ولا توقيت، وإنما الثابت هو التوازن السلبي، والتصعيد الإسرائيلي الذي يركز على استهداف كل ما يمكن أن يشكل خطراً على مصالحها وذلك في “أي مكان وأي زمان”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: