إلى الشيخ نعيم..

aim

وقف الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطابه أمس، في ذكرى اغتيال الأمين العام السابق حسن نصرالله، يتغنى بـ"انتصارات الحزب"، لكن أي متابع موضوعي يُدرك سريعاً أن هذه الانتصارات لا وجود لها إلا في خياله وخطاباته الخشبية.

فـ"الحزب" اليوم ليس في موقع المنتصر، بل في موقع الميليشيا الغارقة في عزلتها وأزماتها، وإذا كان هذا حال المنتصر، فكيف تكون الهزيمة إذن؟

"الحزب" الذي يفاخر بالإنجازات هو نفسه العالق في قائمة العقوبات الدولية، والمصنّف إرهابياً في معظم العواصم. هو "الحزب" الذي حوّل لبنان إلى ساحة صراع بالوكالة، وقطع جسور البلد مع محيطه العربي والخليجي. فأي نصر يُقاس بعزلة كاملة، وبتحوّل "الحزب" إلى عبء سياسي واقتصادي وأمني على نفسه قبل أن يكون على لبنان؟

قاسم يتحدث عن "المقاومة" فيما "الحزب" بات غارقاً في اقتصاد الظل: تهريب، مخدرات، غسل أموال، ومصادرة موارد الدولة. أهذا هو مجد المقاومة أم سقوطها المدوي؟

المضحك المبكي أن "الحزب" يتحدث عن "حماية لبنان" بينما يجرّه إلى الحروب ويعطل مؤسساته ويشل حياته السياسية. يدّعي "الكرامة" فيما الناس في بيئته باتوا أول من يصرخون من الجوع والبطالة والانهيار.

إذا كان هذا هو "الانتصار" الذي يتغنّى به نعيم قاسم، فلا شك أن الهزيمة ستكون أجمل للبنانيين: هزيمة تعني سقوط وهم "السلاح المقدّس"، سقوط ثقافة المظلومية، وعودة الدولة إلى موقعها الطبيعي كمرجعية وحيدة.

لقد حوّل "الحزب" المقاومة إلى مشروع شخصي وإقليمي، وقايض دماء اللبنانيين بخطاب دعائي مملّ. والأفظع أنه يحاول إقناع الناس بأن ركام بيوتهم هو نصر، وأن فقرهم بطولة، وأن عزلتهم "عزّة".

لكن الحقيقة واضحة، "الحزب" غارق في وحوله، وإن كان يسمي هذا انتصاراً، فالتاريخ سيسميه هزيمة مدوّية لن تمحوها كل الخطب ولا كل الشعارات.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: