إيران تتفرج من الشرفة.. و"البايجر" يُمسَح دماً على أرض لبنان!

Pager-and-Icom-Explosions-in-Lebanon

في الذكرى السنوية الأولى لتفجير "البايجر"، لا بد من وقفة مطولة أمام هذا الحدث، الذي لم يكن مجرد عملية أمنية نوعية نفذتها إسرائيل، بل زلزالاً سياسياً وأمنياً اختصر كل ما يعانيه لبنان اليوم من مآسٍ، نتيجة سياسة الارتهان لمحور إقليمي لا ناقة له فيه ولا جمل.

آلاف القتلى والمصابين، اختراق أمني يُعد الأكبر في تاريخ "حزب الله"، وفضيحة استخباراتية كشفت هشاشة ما يُسمى الردع والجهوزية، وبينما تخرج طهران من خلف الستار، كعادتها، من دون أن يُصيبها خدش، تكتفي بالتنديد، ثم تمضي إلى مفاوضاتها ومصالحها في فيينا أو بغداد أو دمشق، تاركة حلفاءها يتخبطون في دمائهم.

العملية لم تكن ناجحة فحسب، بل شكلت سابقة في الجرأة والتخطيط والاختراق، قُتل فيها عدد كبير من الكوادر الميدانية والقيادات المتوسطة، وتعرض الحزب لنزيف استخباراتي لم يتعافَ منه بعد.

السؤال الذي يطرحه اللبناني العادي اليوم: ما علاقة لبنان بكل هذه الحروب؟ ولماذا يُقتل أبناؤه في معارك تُخاض بالنيابة عن إيران؟ وكيف لحزب لبناني أن يجر دولة كاملة إلى صراعات تتجاوز حدودها، ثم يطلب منها الصمت والخضوع تحت راية المقاومة؟

في هذا الاطار، يعلق مرجع بارز على الحدث في حديث لموقع LebTalks، قائلًا: "منذ اندلاع الأزمة السورية، ولاحقاً مع اتساع النفوذ الإيراني في العراق واليمن، بات واضحاً أن الحزب لم يعد مقاومة لبنانية، بل ذراعاً تنفيذية للسياسة الخارجية الإيرانية، كل حرب تُشعلها طهران في المنطقة يدفع ثمنها اللبنانيون، تُفرض عليهم عزلة اقتصادية وسياسية خانقة، ويتحمل المواطن وحده الكلفة، بينما تواصل إيران مفاوضاتها، وتبتسم على طاولات الدبلوماسية".

ويتابع المرجع: "ما حدث في "البايجر" ليس استثناءً، بل نتيجة منطقية لمسار انتحاري، فالحزب تحول إلى ضحية لطموحات إقليمية لا تقيم وزناً لدماء الحلفاء، ولا لمصائر الشعوب".

ويضيف: "لم يتحرر جنوب جديد، لم تُستعد فلسطين، ولم تُردع إسرائيل، بل على العكس، تُغتال القيادات في وضح النهار، تُستهدف القوافل في سوريا ولبنان، تُخترق المراكز، وتُراقب التحركات على مدار الساعة، في المقابل، ينهار الاقتصاد اللبناني، تُقفل الشركات، يهاجر الشباب، وتتفكك البنية التحتية".

ثم يسأل: "فما الذي حققه الحزب للبنان؟ لا إنجازات عسكرية تُذكر، ولا مشاريع إنمائية تُعتد بها. النتيجة هي الخراب، والفقر، والانقسام الداخلي، والعزلة الدولية".

ويختم المرجع بالقول: "عملية البايجر كانت علامة فارقة في تاريخ الحزب، لم تكشف فقط حجم الاختراق الأمني، بل عرّت المشروع بأكمله، فالحزب تحول إلى ورقة تفاوض بيد الإيراني، وساحة حرب مفتوحة لا علاقة للبنان بها، سوى أنه يدفع الثمن من دمه ومستقبله".

وها هي إيران تواصل لعبة الكبار، تعقد صفقاتها وتحمي مصالحها، بينما يُدفن الحلفاء بصمت، وتُرفع صورهم في الشوارع كأبطال، في حين أن الحقيقة المرة أنهم لم يكونوا سوى وقود في معارك الآخرين.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: