الأرز يُنشد جبران: ليلة فنية ساحرة في افتتاح مهرجانات الأرز الدولية

arez

في حضرة الجبل وتحت شموخ أرز الرب، افتُتحت مساء أمس مهرجانات الأرز الدولية بحفل استثنائي أعاد إحياء روح جبران خليل جبران، جامعًا بين الفن الراقي والكلمة الخالدة، في عرضٍ استثنائي أضاء ليل لبنان المتعب، وأحيا ذاكرة الثقافة والجمال في زمن يحتاج فيه الوطن إلى لحظات النور.

جاء العرض بمثابة تحية فنية ملهمة لأيقونة الفكر اللبناني، جبران خليل جبران، وقدمته فرقة ميّاس العالمية برؤية بصرية مبهرة، مزجت بين الرقص التعبيري والضوء والصوت، لتحوّل نصوص جبران إلى جسد نابض بالحياة، حيث لامست الرقصات أبعادًا صوفيةً، استحضرت فيها الروح اللبنانية بكل تعقيداتها وفرادتها، وفرقة مياس افتتحت عرضها بالبخور وبترتيلة كيرياليسون.

في هذا العمل الجماعي المتكامل، تألق الممثلون سينتيا كرم، عمار شلق، وبديع أبو شقرا، بأداء تمثيلي عميق، استحضروا فيه شخصيات جبرانية بروح درامية ناضجة، فجعلوا من الكلمة لحمًا ودمًا، ومن الحكمة نداءً يخرج من صميم الجبل إلى أعماق الجمهور.

أما على المستوى الموسيقي، فقد تماهت الأصوات مع الروح، حين ارتفعت أنغام ملحم زين بصولجانه الجبلي، وصوت جاهدة وهبة الدافئ بنبرته الصوفية، ليشكل الأداء الغنائي بُعدًا روحانيًا جعل الجمهور يُصغي لا بأذنه فقط، بل بقلبه وروحه أيضًا.

الحدث لم يكن فنيًا فقط، بل اتّخذ بعدًا وطنيًا بامتياز. فقد شهد الحفل حضورًا سياسيًا واسعًا، تمثّل برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعيقلته النائب ستريدا، السيدة الاولى نعمت عون ممثلة رئيس الجمهورية جوزاف عون، رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وعقيلته سحر، وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات الرسمية والإعلامية، إلى جانب حشدٍ شعبيٍ كبيرٍ من مختلف المناطق، اصطفّوا على مدرجات الأرز ليشهدوا عرضًا قلّ نظيره، في تظاهرة ثقافية قلّما تتكرر.

نُظّمت مهرجانات الأرز هذا العام بطريقة متميّزة جداً، حملت بصمة احترافية عالية من شركة "ICE" بإدارة شادي فياض، الذي أثبت مجدداً قدرته على تقديم عروض فنية وثقافية راقية تليق برمز الأرز. تميز التنظيم بالدقة، والتنسيق المتكامل، من الاستقبال إلى العروض، مروراً بالتقنيات الصوتية والإضاءة، ما منح الزوّار تجربة استثنائية في قلب الطبيعة اللبنانية الساحرة.

لقد برهنت مهرجانات الأرز الدولية مرةً أخرى أنها أكثر من مجرد احتفالية صيفية، بل هي فعل مقاومة ثقافي، وصوتٌ جماليٌّ في وجه الضجيج، يُعيد للبنان وجهه الأصيل، المتجذّر في الجبل والفكر، والحالم دومًا بالخروج من الرماد نحو الضوء.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: