الاستراتيجية الدفاعية.. هل تتحقق بعد خطاب قاسم الخشبي؟

naim kassem

اللبنانيون التواقون للتغيير لا يزالون يعانون من بعض المشاكل في السياسة اللبنانية بعد حلحلة قسم كبير منها مع وصول الرئيس جوزاف عون الى سدة الحكم.

فقد حمل خطاب القسم الذي أدلى به عون الكثير من المضامين اللافتة، أبرزها تأكيده “التزام لبنان الحياد الإيجابي” وتجاهله عبارة “المقاومة”، أو ما يؤشر إليها، خلافاً للخطابات التي طبعت العهود السابقة، كما تأكيده العمل على “تثبيت حق الدولة في احتكار حمل السلاح”.

كان لافتاً ان هذه المضامين حملت العنوان الأساس للاستراتيجية الدفاعية التي حلم بها اللبنانيون في العهود السابقة والتي اصطدمت في كل مرة بعبارة “جيش شعب مقاومة” في البيانات الوزارية، إلا أن خطاب عون كان مغايراً تماماً، ولا سيّما البيان الوزاري الذي لم يتضمن هذه العبارة وصادق عليه مجلس النواب خصوصاً نواب الثنائي الشيعي.

ولكن، يبقى السؤال كيف يمكن لحكومة أن تضع استراتيجيتها الدفاعية مع فريق لا يعتبر نفسه لبنانياً 100% “منذ أكثر من 10 سنوات”، ويتعمّد كل فترة وأخرى إدخال لبنان في حرب مدمرة مع إسرائيل تكلّف إقتصاده عشرات مليارات الدولارات ويخرج منتصراً على حد تعبيره.

وهذا الفريق نفسه وقّع على قرار وقف إطلاق النار وتسليم السلاح وصادق على البيان الوزاري للحكومة ليعود نائبه علي عمار ليقول للبنانيين إنهم استعادوا قوتهم وسلاحهم وجاهزون.

هذا الفريق الذي لا يعتبر نفسه لبنانياً أكد ذلك أمينه العام بقوله: “نحن نلتزم بالأمر الشرعي لقيادتنا المتمثلة بالإمام الخامنئي وهذا الأمر الشرعي يتجاوز الحدود ويتجاوز الجغرافيا ويتجاوز كل الاعتبارات. هذا إيمان، هذا دين، هذا التزام”.

قاسم اعتبر أن مصلحة الحزب في لبنان هي “في نصرة المستضعفين في منطقتنا وفي نصرة فلسطين، وهذا يرتد خيرًا على فلسطين وعلى لبنان وعلى كل المنطقة”، هل يمكن لقاسم أن يشرح للبنانيين كيف ارتدّت هذه المقاوم “خيراً” على لبنان وعلى فلسطين وعلى المنطقة؟ كيف ارتدت بخسارة أكثر من عشرات مليارات الدولارات على الاقتصاد اللبناني والخسارة الأكبر كانت على الحزب مباشرة بأمينه العام وقيادييه وتشريد ملايين اللبنانيين من البيئة الشيعية؟ كيف ارتدت على فلسطين مع حجم الدمار في غزة والضفة وتشريد الغزاويين؟ وأخيراً كيف ارتدت على المنطقة تحديداً في سورياً واليمن والعراق وإيران؟

لا يمكن أن يكمل حزب الله في هذه اللغة الخشبية ولا يمكن له أن يكمل في إعادة تموضعه العسكري في ظل وجود دولة فعلية حقيقة في لبنان تعمل على تنظيم المؤسسات وإعادة بناء الإقتصاد ووضع استراتيجية دفاعية لدولة عانت الكثير من السلاح غير الشرعي وتبعاته لإيران.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: