يتصاعد التوتّر بين المسيحيّين من جهة و الثنائي الشيعي من جهة أخرى، إذ يتّهم نائب سابق معارض الثنائي الشيعي الذي يحاول قضم المصالح المسيحيّة، من تعطيل انتخابات الرئاسة إلى التعيينات في الدولة و حتى محاولة فرض معارك على القرى المسيحيّة الحدوديّة.
وأشار النائب السابق إلى أن هذه التصرفات تأتي كمحاولة لفرض معركة سياسيّة وُجوديّة على المسيحيين، إذ إنّ الثنائي يعتبرهم الطائفة الأضعف و الأقلّ دعماً دوليّاً، ما يُسهّل استهدافهم لتحقيق مكاسب سياسيّة و زيادة النفوذ في الدولة تحت غطاء توسيع دور الثنائي المدعوم بالسلاح غير الشرعيّة.
وتابع النائب السابق أنّ هذه التطوّرات تُظهر تحدّيات معقّدة في النسيج الاجتماعي و السياسي في لبنان، إذ لا تُستباح الطوائف الأخرى بالطريقة نفسها، مثل السنّة، بسبب حجمها و دعمها الإقليمي. فيما يتعلّق بالدّروز، يُلاحظ تحوّل موقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط، الذي أصبح يتبنّى موقفاً أكثر حذراً، متجنّباً التوتّرات مع الشيعة مقابل الحفاظ على نصيبه من السلطة في الدولة.
ليخلص النائب السابق الى أنّ الوضع الراهن يبرّر خطابات البطريرك الراعي العالية السقف، إذ هناك وعي لدى المسيحيّين إلى المحاولات المتعمّدة من الثنائي الشيعي للهيمنة على المواقع المسيحية و استخدام القوّة لفرض سيطرتهم، بالإضافة إلى التلاعب السياسي في تطبيق القوانين. الآن، و مع تفوُّقهم المسلّح، يدفعون المسيحيين نحو التخلّي عن الدولة، ما يهدّد بإضعاف دور لبنان التاريخي و قد يؤدّي إلى انسحاب المسيحيين من النظام السياسي لتأسيس بنية تلائم طموحاتهم إذا دعت الضرورة.