الإعتقاد السائد في المشهد الأمني اليوم، بأن إسرائيل بدأت تعد العدة لحرب شاملة ضد "حزب الله"، وقد باشرت التمهيد من خلال حملات ديبلوماسية مركزة باتجاه إيران "الهدف الحاسم والأساسي" لديها وضمناً "الحزب" في لبنان، وعودة الحديث عن خطر وتهديد من جبهة الجنوب مع عودة الحزب لبناء قدراته العسكرية، وهو ما يؤكده "الحزب" نفسه في الآونة الأخيرة.
بالمقابل، يتمسك لبنان الرسمي بطرح التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، في لحظة احتدام التصعيد وقرع طبول الحرب، مع مواصلة التأكيد على تطبيق خطة حصرية السلاح في مناطق جنوب الليطاني.
إلا أن للحزب طرحاً آخر مناقضاً، وهو رفض المفاوضات والتمسك بسلاحه ووضع قرار الحسم فيه لمرجعيته الإيرانية، وهو ما تضعه أوساط ديبلوماسية متابعة، في سياق الرد الإستباقي على تهديد إسرائيل لإيران.
ولم يقتصر هذا الرد الذي أتى على لسان أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، على السلاح فقط، إذ ترى الأوساط الديبلوماسية المتابعة، أن قاسم تخطى كل معادلات الإشتباك السابقة إلى طرح قواعد جديدة تقوم على عرض ضمان أمن شمال إسرائيل مقابل ضمان إسرائيل لبقاء سلاح "الحزب" شمال منطقة الليطاني.
وعند هذا الحد، فإن المشهد معلق على ترقب الرد الإسرائيلي على عرض "الحزب"، حيث تشير الأوساط إلى أنه حتى اللحظة، فإن إسرائيل ترد بالنار وبحشد قواتها عند الحدود الجنوبية، في مسعى لتحقيق هدفين، الأول الضغط على الحكومة اللبنانية في ملف سلاح "الحزب"، والثاني توجيه رسالة من الميدان إلى إيران والحزب بأن جاهزة للتحرك وبالنزول إلى الأرض وإن كان القرار السياسي بأي جولة عسكرية جديدة وتنفيذ عمليات ميدانية أو boots on the ground لا يزال غير ناضج.
ومع عودة الخشية من توسيع رقعة الإستهدافات الإسرائيلية، لا يتوقع الخبير العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب، تطورات دراماتيكية، خصوصاً وأن الحرب لم تتوقف وإسرائيل لا تزال تمتلك حرية الرد على أي تهديد وفق ورقة الضمانات الأميركية التي حصلت عليها في 27 تشرين الثاني الماضي.