"الحزب" يهدد.. التفاوض معلّق بأمر إيراني؟

hezbollah

رغم أن رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة قد أعلنا مراراً وتكراراً انفتاحهما على المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، إلا أن الملف لا يزال متوقفاً، ليس فقط بسبب الموقف اللبناني الرسمي، بل لأن الفكرة نفسها لا تلقى قبولاً لدى إسرائيل أو الولايات المتحدة، مما يعمّق حالة الجمود.

التفاوض، يمكن أن يتم بطريقتين رئيسيتين، الأولى، التفاوض المباشر، في هذه الحالة، يجلس وفد لبناني مع وفد إسرائيلي لبحث استراتيجيات محددة ضمن آلية واضحة، بهدف التوصل إلى حل يحفظ حقوق الطرفين. لكن هذا النوع من التفاوض أعلن حزب الله رفضه التام له، وهدد بطريقة مباشرة وغير مباشرة بأنه في حال أُقدم لبنان على هذه الخطوة، فإن الحزب سيتحرك داخلياً، مهدداً باستهداف المؤسسات، وكأن رسالته الداخلية تقول، "سأعطل الأمور من الداخل وأقوّض أي خطوات قد تؤثر على مصالحنا". هذا الموقف يعكس التوتر بين الدولة اللبنانية من جهة، وحزب الله الذي يعتبر نفسه وصياً على "الخط الأحمر" الوطني من جهة أخرى، وهو موقف يتداخل فيه البعد الداخلي مع البعد الإقليمي، خصوصاً مع إيران التي تطلب من "الحزب" التشبث بورقتها الوحيدة في مواجهة إسرائيل.

الثانية، التفاوض غير المباشر، وكان حزب الله قد اقترح في مرحلة سابقة أن يتم التفاوض عبر شخص تقني أو أشخاص مدنيين، بحيث يكون التفاوض ضمن لجنة أو آلية غير مباشرة. هذه الطريقة كانت تهدف إلى فتح مساحة للتفاهم من دون مواجهة مباشرة، وكانت تحت إشراف نبيه بري. لكن هذه الخطوة رفضتها إسرائيل والولايات المتحدة، لاعتقادهم أن أي تفاوض عبر آلية غير مباشرة سيكون تحت النفوذ اللبناني الداخلي، ويخضع لإشراف رئيس البرلمان، ما يقلق الأطراف الإقليمية والدولية حول جدية التفاوض وشفافيته.

لاحقاً، عاد حزب الله وتراجع عن هذا المقترح أيضاً، مؤكداً رفضه لأي تفاوض غير مباشر، وأي محاولة من الدولة اللبنانية بهذا الاتجاه ستُعرقل من قبل بري، فيما سيظل "الحزب" يهدد بالتحرك داخلياً.

وبناءً على ذلك، موقف حزب الله، المدعوم من إيران، هو رفض أي نوع من التفاوض، سواء كان مباشراً أو غير مباشر، لأن هذه الورقة التفاوضية تمثل الأداة الوحيدة المتبقية لديه على الطاولة الإقليمية، ويبقى حزب الله الورقة الإيرانية القوية الوحيدة في المنطقة، وهو ما يضمن له قدرة الضغط الداخلي والخارجي. ونتيجة لذلك، تبقى عملية التفاوض معلّقة، مما يضع البلاد أمام مأزق مزدوج، الجمود السياسي الداخلي والقيود الإقليمية والدولية التي تمنع أي تحرك فعال.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: