الحملات على الخليج مستنكرة.. وخطوات مرتقبة

25

تستهجن أكثر من جهة سياسية كل الحملات التي تطاول دول الخليج لا سيما المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومعظم دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً من اعلام الممانعة، ربما من دفع ايراني أو في الداخل من قبل حزب الله وسواهم، من دون اغفال أن شريحة واسعة من اللبنانيين حيث أكبر الجاليات موجودة في دولة الامارات والسعودية يعملون ويحظون بأفضل معاملة ويساعدون ذويهم وعائلاتهم في لبنان، اذ تشير الاحصاءات الى أن هناك أكثر من 6 مليار دولار تدخل من دول مجلس التعاون الخليجي من قبل اللبنانيين الأمر الذي سبق وأشار اليه الراحل المهندس سمير الخطيب رئيس المجالس العربية الخليجية والتي ربطته علاقات وثيقة بدول مجلس التعاون الخليجي الى لبنان مما يغذي الخزينة وخصوصاً عائلات وذوي الذين يعملون في الامارات العربية المتحدة والسعودية.

توازياً، تشير المعلومات والمعطيات إلى أن البعض استغل قصة "أبو عمر" وبالتالي الجميع يجب عليه أن يتروى وينتظر حكم القضاء ليبنى على الشيء مقتضاه، وبمعزل عن هذه الأمور وان كانت مدانة ومستنكرة فالأهم التروي وعدم ادخال البلد في معمعة سياسية وقضائية واختلاق روايات وسواها، ناهيك الى مسألة اخرى، استغلال ذلك وشن حملات على السعودية والامارات وغيرهم.

فهذه القضية بدأت تُقلق المسؤولين اللبنانيين، وعُلم أن هناك أكثر من اتصال جرى مع بعض الجهات الإعلامية لوقف الحملات على دول الخليج، وهذا الأمر سيكون مدار بحث عميق وموضع تداول داخل مجلس الوزراء وخارجه، لا سيما أن الأجواء تشير الى أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام استنكر الأخبار الملفقة خصوصاً عن دول الخليج، وبالتالي لا ننسى أن هناك استثمارات بدأت تعود الى لبنان من قبل الدول الخليجية وفي طليعتهم رجل الأعمال الاماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور الذي أكد على فتح فندقيه، ناهيك الى آلاف العائلات الذين يعملون في مؤسساته، فيما جاء وفد سعودي كبير الى لبنان والجميع بانتظار مؤتمر دعم الجيش حيث دول الخليج تشكل الدعم الأبرز.

اضافة الى ذلك أنه لن يعاد اعمار الجنوب وأي منطقة في البقاع وسواه كما جرى خلال حرب تموز 2006 وخلال الاجتياح الاسرائيلي العام 1982 والعدوان الأخير هو موضع ترقب وانتظار لما ستؤول اليه الاتصالات الجارية حول حصرية السلاح.

وبمعنى أوضح، تتضح بعد شهر شباط معالم هذه القضية، فإذا التزم لبنان بحصرية السلاح وقرارات المجتمع الدولي ويكون أنهى مهمته وتسلم الجيش سلاح حزب الله، عندها يكون هناك مؤتمر الدول المانحة وستكون دول الخليج هي الأبرز في اعادة اعمار الجنوب والضاحية والبقاع وسواهم، ولكن بداية استمرار الحملات سيكون لها تداعيات سلبية على مجمل الأوضاع في لبنان وهذا بات جلياً بفعل الاتصالات الجارية على قدم وساق اذ كلما "دق الكوز بالجرة" نشن حملات على دول الخليج.

ولا ننسى أن هناك عشرات الآلاف من العائلات على اختلاف شرائحهم يعملون في هذه الدول ويحظون بأفضل معاملة أخوية الأمر الذي سيكون مدار بحث في الأيام المقبلة بعد عطلة الأعياد ليبنى على الشيء مقتضاه واتخاذ الخطوات اللازمة على كل المستويات السياسية والاعلامية وغيرها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: