الدولة تنازع

باسكال-سليمان

الحادثة الأخيرة التي شهدتها منطقة جبيل، حيث تمّ خطف منسِّق القوّات اللبنانية باسكال سليمان، تعدّ دليلاً قاطعاً على فقدان الدولة القدرة على حماية مواطنيها، وقد فتحت هذه الواقعة باب النقاش على مصراعيه حول مشكلة انتشار السلاح غير الشرعي. لقد كان اللبنانيون، حتى الأمس القريب، يحاولون جاهدين الحفاظ على إيمانهم بالدولة، لكنّ حادثة الخطف هذه قد دمّرت آخر آمالهم، مؤكِّدة أنّ لبنان بات ساحة للفوضى والسلاح غير المنضبط.

الأحداث الأخيرة ليست مجرّد تمهيد لنزاع طائفي، كما يحلو للبعض تقديمها، بل هي تهديد حقيقي لفكرة وجود دولة سيّدة قادرة على حماية مواطنيها. الصراع اليوم بين الراغبين في إقامة دولة قويّة و مستقلّة، وبين من يسعون لإبقاء لبنان ساحة للفلتان الأمني.

إنّ فشل الدولة في استعادة المخطوف باسكال سليمان بسرعة لا يعدّ فقط تقصيراً في الواجب، بل يمثّل سقوطاً كاملاً لمفهوم الدولة والمؤسّسات. هذا الوضع يفرض على كل لبناني مسؤوليّة حماية نفسه وعائلته ومنطقته. لا يمكن للمواطنين الاستمرار في العيش تحت تهديد السلاح، من دون وجود دولة قويّة قادرة على حمايتهم وصون حقوقهم. ومع هذا الفشل الذريع، لا يحقّ لأيّ طرف انتقاد اللبنانيين عندما يأخذون زمام المبادرة للدفاع عن أنفسهم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: