“القوات” ضمير لبنان

القوات اللبنانية

كتب مارون مارون:

كل التحية والإحترام لمَن حزم أمتعته وودّع عائلته وانخرط في مشروع الدفاع عن وطن وشعب، عن أرض وهوية، ناضل للحفاظ على الوجود والحدود، فمنهم من سقط ولم يعد، ومنهم من ترك بعضاً منه على إحدى الجبهات، ومنهم من استبدل رجليه بكرسي نقّال، ومنهم من فقد إحدى عينيه واستبدلها بقطعة من زجاج، ومنهم… ومنهم… ومنهم من سقط بطلاً، لا بل كلهم سقطوا أبطالاً.

كل ذلك لم يكن سوى للدفاع عن وطن الأرز، وليس طمعاً لا براتب ولا بتعويضات، لا بسلسلة ولا بتقديمات، لا بتقاعد ولا بتعاقد…

نعم، وبضمير مرتاح، كل التحية والإكبار لمن قصدتهم، عنيتُ بهم مقاتلي “القوات اللبنانية” الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن لبنان بدون مقابل، يوم عجز المعنيون عن الدفاع وسقطوا عند أول امتحان…

نعم، أبطال “القوات اللبنانية” استشهدوا فقط ليحيا لبنان، فيما سواهم همّهم الوحيد الإستيلاء على ما تبقّى من خزينة الدولة ومدخرات الشعب اللبناني…

فليس صدفة أن تكون “القوّات اللبنانيّة” رأس حربة في الدفاع عن لبنان الدولة والكيان في زمن الحرب، وتستمر في اعتماد المسار ذاته في زمن السلم لتكون في طليعة المدافعين عن السيادة من خلال الدعوة الى تطبيق القرارات الدولية ومقررات جامعة الدول العربية، ونشر الجيش اللبناني على الحدود وإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم.

ولأن “القوّات اللبنانيّة” همّها فقط استعادة الدولة وتطبيق الدستور، تُواجه جحافل المتضررين من الأقربين إلى الأبعدين، الذين لا هم لهم سوى بقاء لبنان في القعر الذي أدركه، وذلك لا لشيء إلا للإبقاء على الفوضى وعبرها على الفساد والسرقات والصفقات والسمسرات…

باختصار، طالما أن “القوّات اللبنانيّة” تتعرض لهذا الكم الهائل من انتقادات محور الممانعة ومَن يدور في فلكه، فهذا يعني أنها على الخط المستقيم وهي بمثابة الضمير الحي لغالبية الشعب اللبناني…

نعم، إنها مُفارقات الزمن الرديء والسيئ… والسلام.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: