“المصيبة” السياسية جمعت برّي وباسيل… و”النقزة” حاضرة دائماً!

نبيه برّي-جبران باسيل

كل شيء في السياسة اللبنانية قابل للتغيير والانتقال من ضفة الى اخرى، خصوم الامس حلفاء اليوم وبالعكس، الامر الذي لم يعد يشكل مفاجآة لدى اللبنانيين، وهذه الصورة تتنقل من درب الى آخر، لتستقر منذ فترة بين عين التينة والبيّاضة، حيث يتلاقى”الحليفان” نبيه برّي وجبران باسيل، على وقع المستجدات والمصائب السياسية التي تجمع الخصوم عادة، بالتزامن مع نجاح عضو تكتل “لبنان القوي” النائب غسان عطالله في مهمته، بعد لقاءات معلنة واخرى سرّية مع رئيس المجلس النيابي، مع الاشارة الى أنّ علاقة جيدة تجمع برّي وعطالله، منذ ان كان وزيراً ومن ثم تولى رئاسة لجنة الصداقة اللبنانية – الغانية باختيار من برّي، لذا كان لا بدّ من الاستفادة من هذا المنصب لترميم العلاقة والتخفيف من التوتر، الذي لطالما ساد بسبب الخلافات والتناحرات، وعدم وجود الكيمياء السياسية بين برّي وباسيل، خصوصاً انّ المرحلة والظروف الصعبة تتطلبان حواراً، او على الاقل لقاءات انفتاحية للتوافق على بعض الملفات او حتى على القطعة.

الى ذلك باتت هذه اللقاءات التي فتح خطوطها النائب باسيل في اتجاه عين التينة ضرورية، وهي تتواصل عبر اجتماعات بعيدة عن الاضواء في بعض الاحيان، لانّ باسيل اختار استراتيجية سياسية جديدة، أراد من خلالها الانفتاح على الخصوم الاقوياء، ربما لانه بات وحيداً في الاطار السياسي، فالعلاقة مع حارة حريك ليست كما في السابق، بل تحتاج الى ترميم سياسي سريع، كي لا يتفاقم التباعد والتباين، كذلك مع الاحزاب المسيحية وخصوصاً “القوات اللبنانية”، حيث العلاقة في أتعس حالاتها، لانّ الماضي الاليم لا يمكن ان يُمحى بسبب تركته الثقيلة، اما مع “المردة” فالخلاف يبقى رئاسياً، وتقف الكرسي الرئاسي حاجزاً حتى أمد بعيد، خصوصاً في حال تمّ انتخاب النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً، وهذا يعني انّ باسيل سيقف في المرصاد امام العهد الزغرتاوي، اي المزيد من الشرخ المسيحي.

في غضون ذلك ووفق المعطيات، الوضع بين عين التينة والبيّاضة يبدو اليوم هادئاً والعلاقة لم تعد متأرجحة، بل تبدلّت لتصبح ثابتة نوعاً ما، والكواليس السياسية تؤكد أن الرجلين باتا متقاربين، لكن لا بدّ من ترك بعض المسافة بينهما، لانّ “النقزة” السياسية موجودة، والماضي قد يعيدها فجأة ومع اي إستحقاق…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: