المواطن الفلسطيني.. الضحية الأبرز لإطالة أمد الحرب

palestine

كتب مركز رصد للدراسات الاستراتيجية والسياسية:

مع حلول شهر تشرين الثاني واقتراب فصل الشتاء في غزة، تزداد المخاوف من كارثة إنسانية جديدة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الخيام والملاجئ ووسائل الحماية من الظروف الجوية القاسية. وتفاقم هذه الأزمة غياب آليات فعالة لتوزيع المساعدات الإنسانية، ما يهدد حياة مئات الآلاف من الأسر التي تعيش بالفعل في ظروف صعبة نتيجة للعمليات العسكرية المستمرة.

وفي هذا السياق، أصدر مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن ورقة تقدير موقف بعنوان “الشتاء في غزة قادم… أزمة إنسانية تلوح في الأفق”. أشارت الورقة إلى أن إنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى تهدئة شاملة مع حركة حماس بات أمرًا ضروريًا لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية وفتح المجال لإغاثة السكان المنهكين.

وأوضحت الورقة أن قطاع غزة، بكونه أحد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، يواجه تصاعدًا في الضغوط على البنية التحتية الهشة مع استمرار الصراع. الحرب المستمرة ألحقت أضرارًا كبيرة بالبيوت والمستشفيات والمدارس، مما دفع السكان إلى اللجوء لملاجئ مؤقتة مثل المدارس المكتظة أو الخيام التي لا توفر الحد الأدنى من الحماية. ومع اقتراب الشتاء، يصبح الوضع أكثر تعقيدًا بسبب نقص الأغطية والوقود اللازم لتدفئة أماكن الإقامة، ما يجعل السكان عرضة للأمراض وتدهور حالتهم الصحية.

تؤكد الورقة على أن وقف القتال وإيجاد تسوية شاملة لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة ملحة. استمرار القتال يعرقل الجهود الإنسانية ويمنع وصول المساعدات للمحتاجين. من دون اتفاق مع حركة حماس، سيبقى المدنيون رهينة للصراع، مما يحد من فعالية الجهود الدولية في إيصال الدعم.

التحديات في توزيع المساعدات

تشير الورقة إلى أن توزيع المساعدات يواجه تحديات كبيرة حتى في حال توفرها. تشمل هذه التحديات القيود المفروضة على نقاط العبور، التعقيدات البيروقراطية، ونقص التنسيق بين المنظمات الإنسانية. استمرار النزاع يعرض حياة فرق الإغاثة للخطر ويعرقل جهودهم لتوزيع المساعدات بشكل آمن وفعال. لهذا، التوصل إلى تهدئة ليس فقط مطلبًا إنسانيًا، بل شرط أساسي لتمكين المنظمات من العمل دون مخاطر.

جدير بالذكر أن العديد من التجار الفلسطينيين أغلقوا صباح الخامس من نوفمبر محالهم التجارية في غزة رفضا منهم لسياسة حماس باعتبارها السلطة المتحكمة في القطاع في توزيع المساعدات، وهو آمر رصده مركز رصد مع الدعاوى بضرورة وجود وسيله رسمية فلسطينية لتوزيع المساعدات.

توصيات الورقة

قدمت الورقة عددًا من التوصيات لتحقيق تهدئة مستدامة وحلول فعالة للأزمة:

1. التفاوض الدولي: يجب أن تضغط الأطراف الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لبدء مفاوضات جادة بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد.

2. وقف فوري للقتال: على كل من جيش الاحتلال وحركة حماس وقف العمليات العسكرية لتخفيف معاناة المدنيين في غزة.

3. تعزيز التنسيق الإنساني: ينبغي على المنظمات الدولية التعاون مع الحكومات المحلية والإقليمية لوضع آليات فعالة تضمن وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة.

4. إعادة بناء البنية التحتية: يجب توفير دعم خارجي لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية التي دُمرت، مما يتيح للسكان العيش في مأوى آمن وبيئة كريمة.

5. تأمين حماية المدنيين: يتعين على الجهات الدولية ضمان حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات عبر طرق آمنة.

ختامًا، تؤكد الورقة أن الوضع في غزة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لإنهاء القتال والتوصل إلى تهدئة شاملة. الشتاء المقبل يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة آلاف السكان، وإن لم تُتخذ إجراءات سريعة لتلبية احتياجاتهم، فإن الوضع قد يتفاقم ليصل إلى كارثة إنسانية كبرى.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: