قال الخبير في شؤون الطاقة رودي بارودي في مقابلة حصرية مع LebTalks: "إن اتفاقية الحدود البحرية بين لبنان وقبرص خطوة رائعة وضرورية وتعطينا الأمل، لأنها لا تقتصر على تحديد أساس للتعاون بين الفريقين، بل تسهم أيضاً في تقليص المخاطر عليهما، وتُظهر للمنطقة والعالم مدى فاعلية الحوار والديبلوماسية".
ولفت بارودي إلى أن "هذه الخطوة تُتوّج مساراً تأخر بلا داعٍ لما يقارب العقدين أذ كان مجمّداً منذ العام 2007، ما يجعل الإنجاز أكثر قيمة،معتبرا أن رئيس الحكومة نواف سلام وفريقه قاموا بدورهم من خلال دعم الاتفاق، لكن الفضل في تحريك الملف من الجانب اللبناني يعود بالدرجة الأولى إلى الرئيس عون، ولذلك يُعتبر هذا إنجازاً شخصياً له،وينطبق الأمر ذاته على الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، فهذه محطة تاريخية للبلدين معاً".
وعن أهمية هذه المعاهدة، أوضح بارودي أن "تسوية الحدود البحرية أمر بالغ الأهمية في الوقت الراهن، لأنها تفتح الباب أمام فرص جديدة، فالاتفاق يجعل لبنان أكثر جاذبية للشركاء الدوليين الكبار الذين يحتاج إليهم لتطوير قطاع النفط والغاز البحري الناشئ. وإذا تمكّن هذا القطاع من ان يحقق جزء بسيط من إمكاناته، فإن الفوائد ستصل إلى كل الاقتصاد اللبناني تقريباً، ما يجعل من هذا الاتفاق سبباً للاحتفال الوطني. والأمر نفسه ينطبق على قبرص".
و هنّأ بارودي الحكومة اللبنانية على قرار منح حقوق الاستكشاف في البلوك البحري رقم 8 إلى ائتلاف دولي قوي وذو سمعة ممتازة يضم شركات توتال اينرجي الفرنسية وإيني الإيطالية وقطر للطاقة القطرية، لافتاً إلى أن هذين القرارين يمهّدان الطريق أمام مستقبل يصبح فيه لبنان دولة منتجة ومصدّرة للغاز، ما يوفّر زخماً غير مسبوق لاقتصاد في أمسّ الحاجة إلى كل دعم".
لكن بارودي حذّر من أن الطريق لا يزال طويلاً أمام التنفيذ الفعلي، قائلاً: "الخطوة الأهم الآن هي المتابعة فعلى الحكومة أن تُنفّذ سلسلة من الإصلاحات المطلوبة منها، وأن تستثمر في بناء القدرات، وتُبقي على الكفاءات والخبرات لإدارة الموارد البحرية وصونها كما أن لبنان يحتاج إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية والبرية مع سوريا،و تحديد نقطة ثلاثية على ذلك الجانب بين لبنان وقبرص وسوريا،وهناك مؤشرات إيجابية مع الحكومة السورية الجديدة".
وتابع بارودي قائلاً إن على بيروت أيضاً أن تضع خطة واضحة لتطوير قطاع النفط والغاز البحري: و"أغتنم هذه المناسبة لأقترح أن تبادر الحكومة اللبنانية فوراً إلى دعوة نظيرتها القبرصية للتفاوض حول اتفاق تطوير مشترك، ينظّم تقاسم أي موارد نفطية أو غازية مشتركة تقع على جانبي الحدود البحرية،فإبرام اتفاق بهذا الخصوص سيجعل قطاعي الطاقة البحريين في كلا البلدين أكثر جاذبية للمستثمرين".
وختم بارودي بحماسة قائلاً: "هذه هي الأبواب التي فُتحت أمامنا بفضل اتفاق ترسيم الحدود البحري . لذا، مرة أخرى، نتقدّم بالشكر والتهنئة إلى الرئيس عون والرئيس خريستودوليدس على حكمتهما في السعي وراء هذا الاتفاق، وشجاعتهما في المثابرة حتى النهاية".
