بدأت تتظَّهر ملامح اللوائح الانتخابية في دائرة بيروت الثانية، على بُعد أكثر من ستة أشهر من الاستحقاق. فالحراك الحاصل في العاصمة يصبح أكثر وضوحاً مع بروز التقارب أو التباعد بين الافرقاء. الأكيد أن هناك لائحة برئاسة النائب فؤاد مخزومي، وأخرى يَعمل عليها صائب تمام سلام ومعه رياض عبد الرحمن الصلح، وثالثة يَعمل عليها النائب وضاح صادق ومعه صالح نهاد المشنوق وسيف سليم دياب، ورابعة برئاسة النائب نبيل بدر ومعه النائب عماد الحوت وعضو المجلس البلدي لبيروت محمود الجمل، وخامسة للثنائي الشيعي ومعهما التيار الوطني الحر والحزب القومي السوري، وسادسة برئاسة النائب ابراهيم منيمنة ومعه النائب ملحم خلف، وسيكون هناك لوائح أخرى، إنما ستكون أقل تأثيراً.
إنما المؤثِّر في هذه الخارطة الأولية، والذي سينعكس على حظوظ كل من هذه اللوائح، سلباً أم إيجاباً، هو الموقف غير المحسوم للأحباش (جمعية المشاريع) حيث تتوجه للتحالف مع إحدى اللوائح، والموقف غير المحسوم بالمشاركة لتيار المستقبل منفرداً أم بالتحالف مع شركاء، والموقف غير النهائي للحزب الاشتراكي وللقوات اللبنانية من الانضمام لإحدى اللوائح. كل هذه الأطراف ستسهم في مواقفها النهائية في تعزيز فرص لائحة على حساب أخرى.
أما موقف كل من الوزير السابق محمد شقير ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هاشمية وبهاء الحريري، لا يزال ضبابياً لناحية المشاركة بالانتخابية، ليس بالترشح شخصياً، إنما بدعم لائحة أو مرشحين محددين.
هذه "البانوراما" ستتغير حتماً مع تظهّر المواقف للمترددين، إنما ملامح اللوائح الاولية لن تتغير بالضرورة، فسياق التشكيل العام ثابت.