كتب أنطوان سلمون: شأنه شأن كل أحزاب ومجموعات الإسلام السياسي الناشطة في العالم العربي الاسلامي لم يتوقف يوماً الحزب في أصله وأصوليته في إيران وفروعه في لبنان والعراق وسوريا والدول الخليجية عن المجاهرة بنهجه ومشروعه وخططه وإيمانه وعقيدته العابرة للأوطان ناهلة من تعاليم الأئمة ومنفذة لأوامر الولي الفقيه الايراني نائب المهدي صاحب الزمان ليبسط حاكمية الله عبر الحكومة الاسلامية على كل العالم الاسلامي وغير الاسلامي و”ليقيم في الأرض (كل الارض) قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً”.
منذ ما قبل سقوط نظام بشار الاسد وما بعده تروّج أقلام وإعلام وأعلام الممانعة وعلى رأسها الحزب الاسلامي الالهي قصصاً وروايات قد تكون حقيقية عن سعي المعارضين والفصيل الاسلامي “هيئة تحرير الشام” لإقامة حكم الإسلاميين في سوريا من فرض للحجاب وتضييق على النساء ومنع الاغاني والاختلاط مع الرجال، ترحماً على النظام البعثي “العلماني” وتخويفاً للمسيحيين والغربيين من الآتي المتطرف الأصولي.
يصطدم ابناء المحور المذكور وحلفاؤهم واتباعهم من الذميين المخوِّفون المتخوفون من الاصوليين والمتطرفين الاسلاميين بحقيقة رأس المحور المتمثل بالحزب وبعقيدته وبمشروعه والذي عبّر عن نية فرضه على اللبنانيين مسؤولوه في محطات متعددة وكثيرة لا تتسع الصفحات ولا الكتب لذكرها جميعها ولا تعدادها كلها.
على سبيل المثال تصطدم إشاعة الاعلام العوني الذمي والحزبي الالهي الاسلامي والتي تبيّن زيفها وكذب ادعاء من أطلقها عن أن قيادة أحمد الشرع منعت اغاني فيروز في الاذاعة والتلفزيون والمقاهي والمطاعم وغيرها، مع الفيديو المتداول والمنتشر على اليوتيوب من الثمانينات الذي يقول فيه الأمين العام الراحل حسن نصرالله: “الاستماع الى الأغاني حرام لأن الأغاني هي جزء من حالة تمييع الأمة، الله مخطّط لمجمتع مش مائع هؤلاء تبع الديسكو وتبع جون ترافولتا وما بعرف شو بعد شوي بتشوفو مخلوَع يعني تسريحة شعرو ومشيتو لبسو ومشيتو بالشارع وقعدتو وأكلو وحكيو يتأثّر كلّو ..هذا الحالة تؤدي الى الميوعة فالله سبحانه وتعالى حرّم الغناء من أجل أن يحفظ شخصية متزّنة للإنسان شخصية معقولة للإنسان.
هلق نعم في نوع من الأناشيد الثورية فيها حلال لأنها لا تميّع الانسان لكن هناك نوعين من الأناشيد الثورية مرّة بتجيب انت شو أسمو هيدا الشيخ إمام ..جابوه بالزمان وقتها جابوه مثلاً وإجا جايب معو عود وقام يدق لشو للمقاومة الوطنية في الجنوب!
طيّب شو الفرق بين هالغنيّة وأي غنيّة تانية… كل ما هنالك بدل ما يقول مثلاً: يحكي مع الحبيب بيحكي مع الجنوب ما في فرق بس من حيث الأسلوب والصياغة والروحيّة واحدة! هذا حرام. يعني ما بتصرش الغنيّة ثوريّة انو يصير فيها الله ومحمد واسلام ومقاومة وجنوب واسرائيل، ما بتصرش أغنيّة.
حتى الأشرطة المتداولة يعني بعض الأخوة بتحط الشريط هيدا شو؟ بقلّك هيدا إيراني حلال مين قلّك حلال؟ ومن قال إن كل شريط إيراني حلال؟ ما أصلاً في بإيران متل ما في بلبنان يعني في أربعة خمسة بجيبوا آلات موسيقية ويعملوا اناشيد ويعملوا كاسيت وببيعوا بالسوق بايران… فليس شرطاً ان يكون كل نشيد إيراني حلال!
طيّب حتى لو كان حلال انت بالحقيقة عم تتسمّع عالموسيقى ما عم تتسمّع على الشخص لأنّوا إذا جبت النشيد الإيراني وانا قلتلّك ترجملي ياه… ولا كلمة بتعرف تترجم… إلا إذا مارقتلها شي كلمة بالأصل هي عربيّة!
على هذا الأساس ما هو متداول من الأناشيد يبقى ينطبق عليها قاعدة واحدة: لو أجتنا نشيدة او أغنية فيها الله ومحمد وإسلام وجنوب ولكن وجدناها كالمتداول عند أهل الفسق والفجور وتوجب الطرب فهي حرام فالمقياس هو أي اغنية مع غضّ النظر عن مضمونها الثقافي والفكري والسياسي، الأغنية التي توجب الطرب وتكون روحها متعارفاً عند اهل الفسق فهي حرام”.
وتأكيداً على ان التحريم والتجريم والتكفير والمشروع المذكور أعلاه، ما زالوا ساريي المفعول والفعالية عند الحزب وعلى بقية الشركاء في الوطن المتعدد الثقافات والحضارات والاديان والتوجهات، نقلت الوسائل الاعلامية في 4 كانون الأول 2016 ان “التعبئة الطالبية” التابعة للحزب وبالقوة قد منعت زملاء وعائلة الطالب محمد حمادة -سنة أخيرة هندسة -من بث اغاني للسيدة فيروز في مناسبة احياء ذكرى الاربعين على وفاته بحادث سير وذلك في حرم وباحة كلية الهندسة في مجمع رفيق الحريري في الحدث التابع للجامعة اللبنانية الوطنية الرسمية.
وتصطدم ايضاً الروايات والقصص والتي لم تثبت صحتها عن تعريض النساء وتعرضهم لفروض الحجاب وعدم الاختلاط وعدم التبرج وغيرها من الادعاءات مع ما عبّر عنه الأمين العام الراحل حسن نصرالله في 11 تشرين الاول 2016 بقوله “الاختلاط (النساء مع الرجال) يدمّر كما المخدرات تدمّر” ليكمل الامين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم في مجلس عاشورائي تاريخ 22 ايلول 2017 على انه “خلال ثلاثين أربعين سنة قلبنا المعادلة في لبنان وغيرنا وجه المنطقة، وأعطينا نموذجًا إسلاميًا رائدًا، وانتشر الحجاب انتشارًا راقيًا عظيمًا وكثر عدد المؤمنين وسيكثر أكثر وأكثر إن شاء الله تعالى” كما حذر الشباب من “الاحتراق” اذ تحدثوا مع الفتيات ومن تربية الأولاد في مدارس تقوم بنشاطات مختلطة للفتيان والفتيات فينحرفوا… رأينا المراهقين الملتزمين كيف حققوا الانتصار في الجرود بدل ان ينحرفوا في الحانات والملاهي الليلية وحذر قاسم كذلك من السماح للفتيات بمعاشرة المنحرفات اللواتي يتبرجن ويتحدثن عن الموضة ومساحيق التجميل… ومن المعلمات المطلقات “بعد الخراب التي وقعت فيه (المطلقة)تريد اعطاء نصائح … الله وكيلكن شو حتكون نصيحة واحد وقع بمشكلة ولم ينسى قاسم ان يختم فتاويه وتحذيراته ب”أن الالمان والفرنسيين والاميركان يذكروننا بالجاهليين”.
يصح مع اصطدام تطرف الحزب واصوليته وفروضها وفتاويها، بالاشاعات والروايات الواردة على لسانه بحق اعدائه ممن لم يصلوا الى اسفل سلم التطرف الذي يعتلي هذا الحزب الاسلامي قمته كما رأينا، قول السيد المسيح في الكتاب المقدس انجيل لوقا 6:41: “لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟”