كتب وجدي العريضي
تستحوذ قمة فلوريدا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على اهتمام العالم بأسره، وتحديداً دول الشرق الأوسط ومنهم بشكل أساسي لبنان.
السؤال المطروح، هل سيبحث الملف اللبناني، ومن أي زاوية؟ وماذا عنه، هل سيكون هناك غطاء أميركي لاسرائيل لتستكمل عملها العسكري وتقضي على ما تبقى من البنية العسكرية لحزب الله؟ أم أن الرئيس الأميركي سيدعو نتنياهو للتريث لاستكمال المفاوضات الجارية بين لبنان واسرائيل حيث بات هناك مدني رئيساً للوفد أي السفير سيمون كرم، وهذا ما ترك خطوة ايجابية تقبلها الأميركيون بارتياح لافت، لكن وفق معلومات مستقاة من أحد أعضاء الحزب الجمهوري الأميركي المتحدر من أصل لبناني، أن واشنطن لا تزال داعمة للبنان على صعيد الجيش ولكن بداية ليس هناك من أي مساعدات قبل استكمال خطوة حصرية السلاح وليس فقط بجنوب الليطاني بل بشماله وبيروت والبقاع وفي كل لبنان.
أما على خط الملف اللبناني من أي زاوية أو مقاربة سيكون استعراضه بين ترامب ونتنياهو، ينقل أن لبنان سيُبحث ملفه من زاوية الملف الإيراني، لماذا؟ لأن إيران هي الداعم الأساسي لحزب الله على الصعيد السياسي والعسكري والمالي والايديولوجي والعقائدي وثمة تحالف بينهما على كل هذه النواحي، وعلى هذه الخلفية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يشدد على الموضوع الإيراني لأن إيران لا تزال تملك صواريخ نووية وهي الداعم الأبرز لحزب الله، فعند القضاء على ايران والقيام بشن حرب جديدة عليها بالتماهي مع واشنطن، عندها حزب الله سينتهي دوره، وهناك مقاربة لهذا الملف من هذا المنطلق.
أما انعكاسات القمة على لبنان، ينقل وفق معلومات من جهات متعددة وتحديداً من الذين يتابعون أجواء الإدارة الأميركية بما مؤداه أن واشنطن تدعم اسرائيل في حربها على حزب الله، وقد يكون هناك غطاء أميركي جديد لقيام اسرائيل بشن عمل عسكري واسع النطاق على الحزب، الا أنه ثمة تمهل لهذه المسألة لحين معرفة توجهات الحكومة اللبنانية، هل ستواصل دورها في موضوع حصرية السلاح، لأن هناك ما ينقل في الأوساط الأميركية عدم ارتياح كامل لهذه الخطوات بل يريدون عملاً سريعاً وبالتالي شل قدرات حزب الله بشكل نهائي بمعنى ليس حرباً عليه، بل بنزع السلاح في كل المناطق اللبنانية.
والخلاصة لهذه المسألة، تتمثل بموقف أمين عام حزب لله الشيخ نعيم قاسم بالأمس الذي كان تصعيدياً، واعتمد لغة خشبية في مقاربته لكل الأوضاع، وأكد التمسك بسلاحه، وهذا الكلام يأتي ربطاً بكلام النائب حسن فضل الله الذي بدوره هدد بحرب داخلية وخوّن وصال وجال تصعيداً، والسؤال المطروح هل كلام الشيخ نعيم قاسم هو من تلقاء نفسه أم بدعم ايراني؟
والمؤكد أن إيران لا تزال تُمسك بورقة حزب الله وتناور بها، ولبنان لا يزال منصة لإيران في بعض المحطات ليس بصورة كما كانت الأوضاع في السابق، انما لا تزال تدير حزب الله وتوجهه على الساحة اللبنانية لأنه الوحيد الذي تبقي من أذرعها في المنطقة.