في اختيار مدروس بعناية، عاد الموفد الأميركي توم براك عن غلطته بحق الإعلاميين بعد توجهه إليهم منذ أيام بعبارة "حيواني"، في تصريح له من قصر بعبدا.
وقد اختار الديبلوماسي الأميركي أن يخاطب اللبنانيين عموماً والإعلاميين خصوصاً، من أجل توجيه رسالته التي تشبه الإعتذار، من خلال إبراز التسامح والحرص على العودة عن تعبيره المثير للجدل.
وقد أتى هذا الإعتذار من خلال مقابلة مع الإعلامي ماريو نوفل، علماً أنه كان بإمكانه اختيار مؤسسة إعلامية أميركية أو أجنبية كبرى.
إلا أن براك، أراد وبطريقة غير مباشرة الإعتذار من اللبنانيين وليس فقط الإعلاميين، بعد تعبيره "الجارح" في قصر بعبدا خلال كلامه إلى الإعلام بعد لقائه والوفد المرافق، رئيس الجمهورية جوزاف عون.
ومن شأن خطوة براك ورسالته التي تشبه الإعتذار ويؤكد فيها على التسامح، هذه أن تؤشر إلى أن الموفد الأميركي، هو ديبلوماسي بالدرجة الأولى، مؤكداً وبالمباشر بأن "العودة عن الخطأ فضيلة".
ومن اللافت أن براك قد أصر على الإطلالة عبر منصة يتابعها عدد كبير من اللبنانيين مع الإعلامي ماريو نوفل، انطلاقاً من حرصه على وصول رسالة الإعتذار إلى الجمهور في لبنان.
وقد أكد براك على التوضيح بأن العودة عن "الهفوة" هي خيار أراد اعتماده لتوجيه كلمةً تشير إلى أنه من الممكن أن يتراجع عن توصيفه، بينما من المعروف أن مسؤولين عدة يخطئون ويرفضون الإعتراف بذلك والعودة عن الخطأ.
وقال براك: "استخدمت كلمة حيواني ولكن ليس بطريقة مهينة"، بمعنى أنه طلب الهدوء فقط من خلال تعبيره الذي أثار الإشكال.