بعد خطوة سيمون كرم.. بري و"الحزب" يتحركان بساعة سياسية واحدة!

nabih-raiw58ti7fqptkie32zm9ouw4d1lx1ip9y48aih1k0

في بلد تصنع فيه التحولات الكبرى في الغرف الموصدة قبل أن تعلن على المنابر، جاء قرار رئيس الجمهورية جوزاف عون بتكليف السفير السابق سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني إلى اجتماعات "الميكانيزم" بمثابة حجر كبير رمي في بركة سياسية راكدة.

خطوة غير اعتيادية في لحظة فائقة الحساسية، دفعت أضواء الرصد نحو خطاب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، المرتقب الجمعة، باعتباره اللحظة التي يتكشف فيها موقف "الحزب" الحقيقي من هذا التحول.

فبحسب معطيات LebTalks، لا ينتظر من خطاب قاسم أن يكون مجرد مناسبة احتفالية، بل سيكون إعلاناً سياسياً مدروساً يرسم الخط البياني للحزب في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ما يتصل بتعيين كرم على رأس الوفد العسكري التقني.

وتشير المعلومات، إلى أن ما سيقوله قاسم ليس منفصلاً عن مشاورات عميقة جرت على خط حارة حريك عين التينة انتهت إلى قبول مبدئي من "الحزب" بشرط بقاء المفاوضات في الإطار غير المباشر، ومن دون أي اقتراب من "قدسية" سلاحه.

وتؤكد المعلومات أن دوائر القرار داخل الحزب تعاملت بحذر مع الخطوة الرئاسية، قبل أن تتبلور صورة أوضح عبر سلسلة اتصالات مكثفة في الساعات الأخيرة مع الرئيس نبيه برّي، الذي وجد نفسه متهماً في بعض الأوساط بأنه تخلى عن الحزب أو فتح الباب أمام مقاربة لا تنسجم مع خطوطه الحمراء.

 وهي رواية حاولت عين التينة تبديدها سريعاً عبر قنوات تواصل مباشرة مع حارة حريك لتوضيح خلفيات موقف بري وإزالة أي التباس حول نياته.

ومع ذلك، تبقى الحقيقة الأساسية أن المشهد السياسي يعيش توتراً مكتوماً، فالحزب يشعر بأن تعيين كرم يحمل رائحة تغيير في قواعد اللعبة، وبدوره بري يصارع للحفاظ على توازنه الدقيق بين الشرعية الدستورية والتفاهمات شبه العضوية مع الحزب، بينما الدولة تحاول للمرة الأولى منذ زمن  استعادة موقعها في آليات التفاوض الرسمية.

على أي حال، ستظهر الساعات المقبلة ما إذا كان خطاب قاسم سيقدر على تغليف التباينات بطبقة من الحرير السياسي، أم أنه سينزع الغطاء عن صدع صامت آخذ في الاتساع بين الحليفين التاريخيين، وعليه، يبرز السؤال البديهي الآن: هل يختزن ما جرى طعنة مضمرة في لحظة مضطربة، أم أنه لا يتعدى  كونه سوء قراءة في زمن لا يرحم أخطاء التقدير؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: