تكشف معطيات برلمانية رفيعة المستوى، نقلتها مصادر نيابية إلى موقع LebTalks، عن أن مسار أي تسوية سياسية في المرحلة الراهنة يبدو معقداً إلى حد كبير، فالتباين القائم حول آلية اقتراع اللبنانيين في الانتشار لم يعد مجرد نقطة إجرائية خلافية، بل بات يعكس توتراً أعمق يرتبط بالشكل الذي ستؤول إليه الحياة السياسية بعد الانتخابات المقبلة، وبطبيعة موازين القوى التي ستنتج على أساسها المجلس النيابي الجديد.
وبحسب ما تؤكده المصادر لموقعنا، فإن النتائج التي ستسفر عنها الانتخابات النيابية في العام المقبل لن تكون حدثاً عادياً، بل العامل الحاسم في تحديد توجهات الدولة اللبنانية وخياراتها الاستراتيجية على أكثر من مستوى، سواء في السياسة الداخلية أو في علاقاتها الخارجية وشبكة التزاماتها الدولية.
وفي موازاة ذلك، تُعبر المصادر المتابعة عن قلق متزايد من الواقع الداخلي المتأزم، محذرة من أن تصلب المواقف لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفريقه السياسي، رغم خطورة اللحظة السياسية والاقتصادية، بات يطرح احتمال التعطيل المتعمد للاستحقاق أو حتى الذهاب نحو تطييره بالكامل.
وترى المصادر عينها، أن هذه السلوكيات ترسل إشارات بالغة السلبية إلى الدول الشقيقة والصديقة، التي لا تزال تبدي استعداداً جدياً لدعم لبنان شرط التزامه بمسار دستوري واضح واستقرار مؤسساتي مستدام.
وتخلص الى القول: بين شد وجذب، تبدو البلاد أمام مفترق بالغ الحساسية، يرجح أن تحدد الانتخابات المقبلة إن جرت في موعدها شكل المرحلة السياسية الآتية وطبيعة الدور الذي سيبقى للبنان في محيطه وعلاقاته الدولية.