قد يكون التوصيف الأكثر دقة وواقعية الذي يمكن إطلاقه على مشهد اللقاء المتوقع اليوم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض، إنه مشهد "تاريخي"، سواء من حيث الشكل أو من حيث المضمون والعناوين، والذي يأتي في مقدمها انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".
ويعكس الإهتمام اللافت من قبل الرئيس ترامب بالرئيس السوري، أهمية ودور الشرع في مستقبل سوريا، ولهذه الغاية أتت خطوة رفع إسم الشرع عن لائحة العقوبات الدولية، ولو أن الخطوة لم تشمل وعلى المستوى الأميركي رفع كل العقوبات من ضمن "قانون قيصر".
وهذا الواقع، تعززه المقاربات الأميركية تجاه النظام السوري الجديد، وذلك لجهة الدعم المباشر الذي يتلقاه والذي لا يقتصر فقط على عواصم القرار الغربية بل شمل عواصم القرار الخليجية، بدلالة المليارات التي تلقتها سوريا في فترةٍ تقل عن العام الواحد، بينما لا يزال لبنان "موعوداً"، بدعمٍ من المجتمع الدولي من أجل إعادة انتظام مؤسساته.
والأبرز في اللقاء اليوم في البيت الأبيض، هو الإتفاق الذي تواكبه واشنطن بين سوريا وإسرائيل، والذي سينقل سوريا من مرحلة سياسية وديبلوماسية إلى مرحلة أخرى، إنما من دون أن تخرج دمشق عن الثوابت التي أطلقتها السلطة الجديدة، أو أن تتجه إلى تموضع إقليمي أو دولي.
إلاّ أن الثابت وعلى جبهة العلاقات اللبنانية – السورية، هو مرحلة العلاقات التي ما زالت قيد الصياغة، من خلال تنسيق وتواصل مكثف من أجل تسوية الملفات المشتركة بين البلدين، والتي تبدأ بالأمن والحدود ولجم التهريب وإعادة النازحين السوريين، وتنتهي عند حدود الإجراءات المالية التي بدأت تعتمد من قبل الحكومة من أجل قطع قنوات تمويل "حزب الله" من جهة، ووضع حدّ لعمليات تهريب السلاح إلى الحزب من طهران عبر الأراضي السورية وذلك عبر ضبط الحدود والمعابر بين البلدين من جهةٍ أخرى.