إنه تاريخ صراع داخلي طويل على الزعامة الإيرانية،
ففي إيران الرئيس ليس الرجل الأول لكنه معاونٌ للمرشد الأعلى.
جناحان تطير بهما الثورة الإسلامية الإيرانية
آية الله الخميني عزلَ الرئيس أبو الحسن بني صدر المنتخَب بتهمة الخيانة وعيّنَ مكانه محمد علي رجائي رئيس وزراء فرئيس جمهورية.
في الثمانينيات من القرن الماضي، وضعت متفجّرة بين رئيسي الجمهورية والوزراء وقتل رحائي فخلَفَه علي خامنئي الذي أصبح رئيساً للجمهورية. بعد ذلك، حصل انفجارٌ قُتِل فيه 72 شخصية كانوا في مناصب قيادية مثل بهاشتي في الحزب الجمهوري الإسلامي الحاكم الذي ينقسمُ الى جناحين : الأول، رابطة روحانية موباز والثاني، جمعية روحانيو موباز أي المجاهدون .
الرابطة رئسها علي مهدوي كني والجمعية علي مهدي كروبي، وقد اعتبر الخميني أن الثورة ستطير بهذين الجناحين.
وفيما إعتُبر جناح كروبي يسار راديكالي وجناح كني اليميني المحافظ،
كان اليمينيون المحافظون متساهلين في السياسة الخارجية، وقد أبدوا استعدادهم لشراء السلاح من إسرائيل وبناء علاقات مع أميركا.
تاريخ طويل من صراع الأجنحة داخل النظام الإيراني
الجناح اليساري الراديكالي كان من المتشدّدين خارجياً والمؤسسين لِما سُمّي أحزاب الله فيما كانوا متساهلين داخليين .
في أيام رئاسة علي خامنئي، كلن مهدي كروبي رئيساً ومعه علي أكبر محتشمي في منصب وزير الداخلية منذ أيام الخميني،
وعندما تولّى هاشمي رافسنجاني السلطة ضَعُف هؤلاء فتمت التضحية بهم لصالح الصفقة التي عُقدت بين رافسنجاني البراغماتي الإصلاحي وخامنئي حفيد اليساريين .
وبانتهاء ولاية رافسنجاني الثانية، رشّحَ الأخير الدكتور محمد خاتمي رئيساً للجمهورية من الجناح الراديكالي اليساري، فرفضَ في حينه مجلس الخبراء أو مجلس صيانة الدستور ترشيح خاتمي، ضغطَ رافسنجاني ففاز بالرئاسة خاتمي في وقت كانت الحظوظ الرئاسية لصالح المرشّح ناطق نوري الذي كان مدعوماً من الدولة قاطبةً، وهكذا يتظهّر تاريخ طويل من صراعات الأجنحة داخل النظام الإيراني، حتى أن خاتمي نفسه عندما فاز بالرئاسة إعترف ب”شكلية” منصب رئيس الجمهورية، إذ إن كل السلطات بيد المرشد.
التيار المحافظ عادَ ورشّح محمودي أحمد نجاد فثبّت حكم خامنئي المرشد، وفي المقابل ونظراً لكبر سن المرشد فإن مَن يدير بيته حالياً هو إبنه مجتبى علي خامنئي الذي يقود فريقاً اقتصادياً كبيراً، وقد بلغت ثروته في العام 2014 حوالي 80 مليون دولار.
إيران اذاً محكومةٌ من عائلة خامنئي، والثنائية الأخيرة التي عرفناها بين رافسنجاني وخامنئي وعائلة رافسنجاني وجهت اتهامات باغتيال رافسنجاني، ويُذكر أن الأخير هو مَن زكّى الخامنئي ليكون خليفة الخميني وضغطَ على مجلس الخبراء لترشيحه،
وباغتيال رافسنجاني سيطرَ علي خامنئي على السلطة وباتت السلطات كافة مركّزة بيده،
ومن هنا برزَ إبراهيم رئيسيي كمحاولة لاستكمال إرث رافسنجاني لينافس على مقعد الولي الفقيه بعد علي خامنئي، الأمر الذي رفضه مجتبى علي خامنئي.
يبقى أن الذي حصلَ للرئيس الإيراني اغتيالْ موصوف لا يخلو من أصابع خارجية إسرائيلية تحديداً نظراً لطبيعة المنطقة حيث تحطّمت مروحية الرئيس الإيراني، ونظراً للوجود الإسرائيلي في آذربيجان والعلاقات القوية بين باكو وتل أبيب وحاجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام تصاعد الخلافات داخل حكومته وفي الرأي العام الإسرائيلي لنصرٍ كبير كان يُحكى بأنه رأس السنوار في غزّة … فهل يكون إبراهيم رئيسي هذا الصيد الثمين لإسرائيل لولوج باب الحل لحرب غز؟ة ؟
الساعات والأيام المقبلة كفيلةْ بحمل الأجوبة وجلاء المعطيات.