بعدما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني، كما وعد الأميركيين، تسود الساحة السياسية حالة من الترقب في ظل التباينات القائمة حول الأسماء خصوصاً مع قدوم عطلة الأعياد.
بري الذي أكّد عزمه على عقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، أعطى مهلة شهر للفرقاء السياسيين للتشاور والاتفاق على شخصية تتولى المنصب، هذه المهلة فتحت شهية بعض الموارنة على الكرسي من جهة، والذين رصدوا مبالغ مالية من أجل تعبيد طريق بعبدا، وأعطت بري فرصة “تبييض الوج” مع الوزير السابق سليمان فرنجية وتسمية النائب فريد الخازن، بحجة أنه مقرب من فرنجية، ومن بكركي في آن معاً.
لعبة جديدة أخرجها بري من جيبه، وكأن الصورة لم تتضح له بأن “زمان الأول تحوّل” حيث كان، بالالتفاف على القوانين من جهة والفرقاء السياسيين من جهة أخرى، يأتي بمن يحلو له محوره، أما اليوم فالمعادلة تبدّلت 180 درجة ولم يعد باستطاعة لا بري ولا أي فريق من ذلك المحور، فرض مرشحه على الأفرقاء، والأمر كان واضحاً بترشيح سليمان فرنجية.

في هذا السياق، يؤكد الرئيس الفخري لخريجي جامعة “هارفرد” الدكتور حبيب الزغبي، أن الجو العام في جلسة التاسع من كانون الثاني لن يكون ملائماً لانتخاب رئيس، او بالأحرى انتخاب الشخص المطلوب في المرحلة الجديدة.
وفي حديث لموقع “LebTalks”، أشار الزغبي الى أن الرئيس الجديد يجب أن يتمتع بمواصفات معينة مختلفة عن كل من سبقه، وأولها أن يكون من خارج المنظومة السياسية التي حكمت البلد وأوصلته الى ما هو عليه، وعليه ألا يكون مشاركاً في الحقبة السياسية الماضية، كي لا يكون على الاقل شاهد زور ولم يحرك ساكناً وعلى الأكثر مشاركاً في الفساد وتغطيته والقرارات السياسية الخاطئة والمحاصصات.
واعتبر الزغبي ان المرحلة الجديدة تتطلب إصلاحات جذرية، استقلالية بالدور السياسي والاقتصادي لانتشال البلد من الأزمة التي وقع فيها، ناهيك عما ترتّب عليه من خسائر بشرية واقتصادية جرّاء الحرب الإسرائيلية.
وعن سؤاله عن المواصفات، لفت الزغبي الى أن على الرئيس الجديد ان يتمتع برؤية إقتصادية جديدة للبلاد من أجل النهوض بما تبقّى لدينا من اقتصاد، وأن يكون لديه أفكار واضحة وعملية بكيفية تطبيق الإصلاحات الضرورية التي تتطلبها الأزمة لإنقاذ البلد، والأهم أن يكون لديه الجرأة لتطبيق آليات الإنقاذ السياسي والاقتصادي لدخول البلد مرحلة الاستقرار ومن ثم النمو والازدهار، والقدرة على جمع الفرقاء السياسيين وتضامنهم على أساس صدقيته وعدم ارتهانه بالأساس لأي فريق سياسي.
وختم الزغبي بالإشارة الى ان الرئيس الجديد يجب عليه أولاً تطبيق وقف النار كاملاً من دون أي نقصان.
إذاً، غداً لناظره قريب، على أمل ان تحمل الأعياد المجيدة معجزة الاتفاق بين السياسيين على اسم شخصية مارونية تستطيع انتشال البلد مما هو غارق فيه.