جورج عبد الله: عندما يتحول المجرم الى بطل 

WhatsApp Image 2025-07-26 at 09.03.03_527bef63

منذ أكثر من ثلاثة عقود، تحول اسم جورج عبد الله الى محط انقسام بين اللبنانيين بين من يصفه بـ"المناضل المقاوم"، وبين من يعتبره متورطًا في أعمال إرهابية لا يمكن تبريرها، حتى وإن ارتُكبت باسم القضايا العادلة

واليوم عاد اسمه ليتصدر عناوين الأخبار والنشرات الاخبارية مع اطلاق سراحه من السجون الفرنسية وعودته الى لبنان، ومع الهمروجة التي اعطيت له وفتح صالون الشرف له. 

ولكن مهلا مهلا يا سادة، صالون الشرف لعبدالله؟ لماذا؟ ما هي انجازاته؟ ما الذي فعله من اجل لبنان ليفتح له صالون الشرف؟ كي لا ننسى فإن عبدالله سجن في فرنسا عام 1984 بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسيين أميركي وإسرائيلي، وكان جزءًا من شبكة مارست العنف والقتل خارج أي شرعية قانونية أو نضالية. 

وفي العام 1987، حُكم على عبد الله بالسجن المؤبد، لا لمواقفه، بل لأفعاله، التي شملت التخطيط والتنفيذ لعمليات اغتيال، وهو ما يجعل قضيته، برأي منتقديه، مختلفة عن السجناء السياسيين أو المعتقلين لأسباب رأي. فالتورط في قتل دبلوماسيين على أراضٍ أجنبية يُعد انتهاكًا صريحًا للقوانين الدولية ولحقوق الإنسان، أياً كانت الذريعة أو المبررات. 

وايضا، فإن انضواء عبدالله تحت شعار المقاومة لا يعني انه بطل على الاطلاق، فقتل الاشخاص واراقة الدماء تحت اي مسمى هو قتل وعملية إجرامية مهما كان المستهدف كما ان محاربة العدو تكون من الارض المحتلة وليس من اي مكان في العالم. كما ان الحق في مقاومة الاحتلال لا يمكن أن يتحوّل إلى ذريعة لارتكاب جرائم خارج أي سياق نضالي مشروع. فالدفاع عن القضايا العادلة لا يمنح أحدًا حصانة ليمارس العنف العابر للحدود، ولا يحوّل منفّذي الاغتيالات إلى "أبطال". 

ربما آن الأوان لفصل القضايا العادلة عن الوسائل غير المشروعة، فالتاريخ لا يرحم الخلط بين النضال والإرهاب. 

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: